لكبيرة التونسي (أبوظبي)
نظمت مؤسسة التنمية الأسرية، وضمن خدمة الموازنة بين الأسرة والعمل، مؤخراً ورشة تحت عنوان «الذكاء العاطفي في العلاقات الأسرية» قدمتها الدكتورة بنة يوسف بوزبون خبير نفسي واجتماعي، استهدفت المرأة على الخصوص إلى التعرف على مفهوم الذكاء العاطفي، وكيفية اكتساب مهارات الذكاء العاطفي في العلاقات الأسرية. وتناولت الورشة تعريف الذكاء الاجتماعي في العلاقات الزوجية، ومهارات الذكاء الاجتماعي، وكيف يمكن استثمارها في العلاقات الأسرية.
نجاح
وقالت بنة يوسف إن العقل العاطفي منفصل انفصالاً تاماً عن مسارات الذكاء العام والتي يقيسها اختبار الذكاء، وأن من يعاني اضطراباً عاطفياً لا يستطيع السيطرة على عواطفه، والتحكم فيها حتى لو كان على مستوى عال من الذكاء، مشيرة إلى أن النجاح في العمل والحياة الزوجية يعتمد على 80 % على الذكاء العاطفي، لافتة إلى أن الذكاء العاطفي هو المكان الجوهري للوصول والبقاء في القمة، سواء في الميدان الأسري والميدان العملي.
مهارات
وأوضحت أن الشخص الذي يتسم بدرجة عالية من الذكاء الوجداني تتوفر لديه عدة مهارات وقدرات كبيرة تمكنه من التفاعل الإيجابي مع الآخرين، وأضافت: «تحدثنا أيضاً عن صفات الشخص الذي يتمتع بذكاء عاطفي أو اجتماعي عاليين، طبعاً هذا الشخص يتعاطف مع الآخرين بشكل خاص في جميع أوقات ظروفهم وأوقات ضيقهم، وهذا مهم جداً في العلاقات الزوجية، كما أن الشخص ذا الذكاء العاطفي العالي يسهل عليه تكوين صداقات، والمحافظة عليها، موضحة أن العلاقة الزوجية هي عبارة عن صداقة في البداية، وما على الطرفين إلا الحفاظ عليه في كل مراحل الحياة.
احترام
وأشارت إلى أن الشخص الذي يتمتع بذكاء عاطفي يحترم الآخرين ويقدرهم، وأسقطت ذلك على الحياة الزوجية، بحيث يجب أن يكون للشريك القدرة على احترام شريك الحياة وتقديره، ويتوفر على قدرة عالية من المودة والود في تعامله مع الزوج أو الزوجة ومع الآخرين ويستطيع أن يحقق الحب المنشود في مجال الحياة، سواء الزوج أو الزوج أو الأبناء، وينظر للأمور بعين الآخرين، يعني الزوج عندما يتفهم شعور زوجته ويستطيع أن يقرأ انفعالاتها ويستطيع أن ينظر للخلافات التي تحدث بينهم من خلال وجهة نظر الزوجة، حيث يعتبر ذلك قمة في الذكاء العاطفي، وينطبق ذلك على الطرفين.
إدارة المشاعر
وأكدت بنة يوسف أن من يمتلك مقومات الذكاء العاطفي تكون لديه القدرة على التعرف على انفعالاته وانفعالات الآخرين وتوظيفها توظيفها وإدارتها بالشكل الصحيح، تجنباً لأي تصادف بين انفعالاته وانفعالات الآخرين، الدقة في اختيار الوقت المناسب للحديث، والتعامل مع مواقف الغضب، وعدم فتح مواضيع حساسة مع الطرف الآخر.
قبل الولادة
وأضافت بنة يوسف أن مهارات الذكاء العاطفي تبدأ في التشكيل في مرحلة الرضاعة، في إطار تكوين العلاقة بين الطفل وأمه، عندما يستقبل رسائل الابتسام بين الأم والأب، وذلك حتى قبل أن يولد الطفل وعندما يكون جنينا، المرحلة التي يتطور فيها الدماغ والأحاسيس، بحيث إن الإشارات الانفعالية غير السارة مثل الخوف والغضب تكون أقوى عند الإنسان من الإشارات الإيجابية، مثل الفرح والسرور، ولذلك يجب على الأم أن تزيد من مشاعر الفرح خلال هذه الفترة. وتحدثت عن شيء اسمه «الجهاز اللمبي»، وهو المخ الانفعالي وهو مخزون جميع انفعالات الإنسان، بحيث يلعب دوراً رئيساً في التعرف على انفعالات الآخرين، وتقييمها وتخزينها، وأي تلف في هذا الجهاز يؤثر على القدرة في التعامل مع الآخرين.