خولة علي (دبي)
شغفت الفنانة الإماراتية مارية الراشد، بمحاكاة التراث الشعبي، والتعريف بالثقافة المحلية، عبر قصص ومواقف حياتية، تدور أحداثها في البيت الإماراتي، حيث جسدت صورها ومشاهدها عبر رسوم كرتونية، ووضعت سيناريوهاتها لتكون أقرب للمتلقي في فهم القيم السائدة في المجتمع المحلي والخليجي. ولا تخلو هذه المواقف من روح الفكاهة، التي تتجلى فيها الحكم والأمثال الشعبية الدارجة لتحمل رسالة تربوية هادفة، وتظهر جوانب مهمة في المجتمع المحلي ربما تغفل عنها الأجيال في الوقت الحالي، فوظفت شخصياتها الكرتونية لتقدم المفاهيم والقيم بطريقة جذابة لتلقى صداها بين مختلف شرائح المجتمع.
رسالة هادفة
تشير مارية الراشد، قائلة: العمل في جانب يعزز القيم والثقافة المحلية من الأمور المهمة، فالفن أينما كان لا بد أن يحمل رسالة هادفة، والفنان جزء لا يتجزأ من مجتمعه، فهو يتأثر بها، ونجده أقرب في التعبير عنها، ومحاكاتها، بأي وسيلة فنية كانت، فنحن نحاول أن نبرز هذه الثقافة ونقدمها بطريقة يمكن أن تؤثر في الأجيال بطريقة تجعلهم ينظرون إلى تراثهم وعاداتهم بطريقة إيجابية، خاصة أن الجيل الحالي أصبح أكثر انفتاحاً على العالم في ظل الثورة التكنولوجية والتقنية التي نعيشها، الأمر الذي يجعله يعيش في ازدواجية حقيقية، وينقاد خلف الكثير من السلوكيات الغريبة، وهذا الأمر يشكل تهديداً لهويتنا قد يسهم في طمسها مع تعاقب الأجيال.
«والت ديزني»
وتلفت الراشد، قائلة: نتيجة تعلقي بأفلام «والت ديزني» الكرتونية، وشغفي بالرسم، ومن خلال دراستي وتخرجي في مجال الرسم ثلاثي الأبعاد، كانت تراودني بعض التساؤلات، لماذا الأميرات لا يمثلن العرب بطريقة ملائمة أكثر؟ ولماذا لا توجد أميرة إماراتية أو خليجية تمثل العادات والتقاليد؟ ولماذا لا تظهر شخصية عربية تكون بمثابة قدوة للصغار، لتقدم المفاهيم والقيم التي نشأنا عليها، لتصبح جزءاً من سلوكياتنا وتوجهاتنا؟
من واقع الحياة
وتضيف الراشد: بدأت فعلياً في التفكير بطريقة عملية، في وضع أسس هذه الفكرة من خلال عمل فيلم كرتوني بطلته مارية، وهي عبارة عن سلسلة أفلام كرتونية قصيرة، أسعى من خلالها إلى مخاطبة جيل المستقبل عبر مواقف حياتية تعيشها الأوساط الأسرية في البيت الإماراتي والخليجي على حد سواء، وتدور حكايتها بين أسرة مكونة من الأب والأم والأبناء والجد والجدة، وما يدور فيها من مواقف تعكس واقع الحياة اليومية التي نعيشها.
وشخصية مارية التي تدور حولها أحداث الفيلم، تعكس شخصيتي بطريقة ورؤية مختلفة، فكل فيلم كرتوني يحمل مغزى وفكرة معينة، يلعب فيه كل من الجد والجدة دوراً في توجيه مارية وأخيها ماجد في كيفية التعامل مع مختلف الأحداث والمواقف الحياتية، والعمل على ربطهم بالهوية المحلية من خلال شكل ومظهر الشخصيات الكرتونية بالثوب التقليدي، التي تعكس الهوية المحلية التي تمثلنا أمام المجتمعات الأخرى، بعيداً عن الانقياد وراء كل ما هو غربي.
تراث الأجداد
تشير الراشد، قائلة «حرصت على استهداف المتابعين من الجيل الجديد، أقل من عمر 18 عاماً، فهذا الجيل بحاجة إلى ربطه بتراث آبائهم وأجدادهم، وتعريفه بجانب جميل من التراث والعادات والتقاليد، والتي يجب ألا نأخذها كقيود، بل نتعامل معها كأسس حياتية يومية».
منصة لتسويق أفلامي
حول مشاركاتها في عالم الكرتون، تقول مارية الراشد: لي مساهمات في الكثير من المعارض الفنية، إلى جانب تقديم بعض الورش الفنية، وهدفي تأسيس شركة تمثل منصة لي لتسويق أفلامي الكرتونية القصيرة، حتى أستطيع نشر التوعية حول كافة القضايا الاجتماعية التي قد تثار في كل بيت محلي بمجتمعنا.