ساسي جبيل (تونس)
تعد الهريسة التونسية من البهارات، وهي مادة مطحونة متكونة من الفلفل الأحمر الحار، ذات طعم حار، «شطة»، تستخدم لوحدها أو مع المأكولات الأخرى، ولها مجموعة فوائد من أهمها حرق الدهون وتحفيف الآلام حسب دراسات تتعلق بمكوناتها في حال تناولها تحت إشراف أخصائي للغذاء.
وتعتبر الهريسة، سيدة المطبخ التونسي، حيث من الصعب جداً أن يخلو منها مطبخ في مختلف منازل جهات البلاد، ما جعل وزارة الثقافة في تونس تقترحها لدخول قائمة اليونسكو، فضلاً عن إقامة مهرجان سنوي للاحتفال بها بمدينة نابل السياحية، والتعريف بها أكثر لدى السياح باعتبارها موروثاً ثقافياً وحضارياً.
الفلفل الأحمر
وحول مختلف العمليات التي تفرز في آخر مطافها «هريسة» جاهزة للأكل، قالت أمينة عماري، وهي امرأة خمسينية: «بعد جمع الفلفل الأحمر الناضج وتجفيفه على الجدران أو فوق مفارش السطوح لأيام وحتى أسابيع، وهو في شكل عقود وسلاسل طويلة، تحت أشعة الشمس الحارقة، يتم شقّ الفلفل وإخراج حبيبات صغيرة من لبّه، ثم يغسل جيداً بالماء قبل طحنه أو عجنه بالرحى النحاسية مرات عدة، حتى يتم التخلص من الشظايا، ثم يضاف الثوم والزيت الطبيعي والملح، وهي مواد تضفي على الهريسة التونسية نكهة طيبة للغاية».
من جانبه قال التاجر عبد الرؤوف الجربي، وهو من تجار سوق البهارات بالعاصمة تونس: «إن الهريسة مشتقة لغوياً من «الهرس»، في إشارة إلى عملية دق الفلفل بالمهراس النحاسي، كما تطلق أيضاً عليها تسميات مثل الفلفل المرحي، أو الهريسة الحارة، أو الهريسة العربية».
تخزين
وقال الجربي: الهريسة مادة أساسية في مكونات الوجبات الغذائية في تونس، ما جعل الأهالي يحرصون على تخزين كميات مهمة منها على مدار العام، وهو ما يعرف بـ «العولة»، حيث يتم إعداد مكونات غذائية مختلفة في موسمها، وتخزينها لتبقى صالحة لفترة طويلة وتُستهلك يومياً.
أما الأخصائية في التغذية الدكتورة مريم كشك، فإنها تعتبر أن الهريسة التقليدية التونسية تتميز بفوائدها الصحية والغذائية الهامة، نظراً لتشبع نبتة الفلفل بالماء، فضلاً عن احتوائها على نسب عالية من الفيتامينات.
وأضافت: الهريسة تعرف بوظائفها العلاجية، فهي تخفف من الالتهابات في الجسم، كما تعد أكبر مقاوم للزكام الذي ينتشر بكثرة في فصل الشتاء، وتساعد على حرق الدهون، وتعزّز الدورة الدموية، وتخفّض مستوى السكر في الدم، وتقي من سرطان البروستات.