دينا جوني (دبي) في زاوية الجناح المخصّص لفنون الذكاء الاصطناعي، يتوزع ثلاثة روبوتات مثبتة على طاولات خشبية وتعمل طوال النهار على إنجاز رسومات «بورتريه» لكل من يرغب أن يجلس قبالتهم خلال فعاليات «جيتكس» لهذا العام. 

وعلى الجدار الأبيض المحاذي، عشرات من الرسومات المعلّقة بعناية تظهر خربشات وجوه بخطوط سوداء رفيعة، لكأنها مرسومة بأنامل هاوٍ تعلّم الرسم للتو. 

الروبوتات الثلاثة هي جزء من تجهيز فني للبلجيكي باتريك تريسيت، وهو فنان وباحث متخصص في الفنون والتجريب في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة. يستخدم تريست الأنظمة الحاسوبية بهدف تضمين الجوانب الفنية والتعبيرية والهوسية لسلوك الروبوتات، وفق تعبيره في الشرح المرفق مع التجهيز داخل إحدى قاعات مركز دبي التجاري. ويسعى تريست عبر مشروعه إلى البحث في السلوك البشري وكيفية إدراك الأعمال الفنية التي يصنعها الروبوت وعلاقتنا به. المشروع يسعى إلى تجميع 40 ألف بورتريه أو رسم لوجوه من مختلف أنحاء العالم. 

كل روبوت مؤلف من ثلاث قطع منفصلة، توازي أهم ثلاثة أعضاء لأي رسام. فعين الفنان، عبارة عن كاميرا صغيرة متحركة ذاتياً، ويده هي يد الروبوت ممسكاً بالقلم، وعقله يمثله جهاز كومبيوتر مزوّد بحلول الذكاء الاصطناعي في الرف السفلي للطاولة. يجلس الزائر على المقعد وتقوم الروبوتات الثلاثة، كل من زاويته، برسم وجه الزائر خلال 15دقيقة. ولا يمكن لمن يرغب برسم وجهه بالحصول على أي من النسخ الثلاث للرسم عند الانتهاء منها، لكن يمكن تصويرها فقط، على أن يحتفظ بها المشرفون على المشروع لإيصالها أخيراً إلى صاحب الفكرة في بلجيكا، وفقاً لطلبه.