سعيد ياسين (القاهرة)

شارك عشرات الشعراء من مختلف الأجيال في صنع أسطورة كوكب الشرق أم كلثوم التي تحل ذكرى ميلادها خلال شهر ديسمبر الحالي، حيث ولدت في 31 ديسمبر عام 1898، وتوفيت في 3 فبراير 1975.
غنت أم كلثوم لاثنين وخمسين شاعراً، منهم 45 معروفون، ويعد شاعرها الأكبر أحمد رامي، صاحب نصيب الأسد في التعاون معها، حيث كتب لها 147 أغنية تعادل 46.7 %مما غنَّت، يليه بيرم التونسي الذي كتب لها 39 عملاً فقط، لكن أعماله كانت مختلفة فيما بينها، ويوجد شعراء كتب كل منهم عملاً واحداً أو عملين، ولكن أعمالهم معها كانت من الأعمال الكبرى في مسيرتها الغنائية.

  • أحمد رامي أثناء حضوره إحدى حفلات أم كلثوم

أحمد رامي
تعرفت أم كلثوم عن طريق الشيخ أبو العلا في 1924، على الشاعر أحمد رامي الذي وجد هدفه في صوتها، وكان شريكاً مهماً في نجاحها خلال رحلتها الفنية من خلال عشرات الأغنيات، وكان قاسماً مشتركاً في كل أغنياتها خلال العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي، حيث كتب لها خلال هذه الفترة نحو 120 أغنية، منها: «البعد طال»، و«إن حالي في هواها»، و«زارني طيفك في المنام»، و«سكت والدمع تكلم»، و«صحيح خصامك ولا هزار»، و«قلبك غدر بي»، و«انت فاكراني»، و«ياللي شغلت البال»، و«ليه تلاوعيني»، و«على بلد المحبوب»، و«افرح يا قلبي»، ثم تراجعت أغنياته لها بعد ذلك، وكان بينها أغنيات خالدة، منها: «جددت حبك ليه»، و«يا ظالمني»، و«أغار من نسمة الجنوب»، و«قصة حبي»، و«عودت عيني»، و«دليلي احتار»، و«هجرتك»، و«انت الحب»، وكانت آخر أغنياته لها «يا مسهرني» 1972.

جماليات
كان الشاعر والمؤرخ الفني الراحل بشير عياد انتهى قبل وفاته في 17 أغسطس 2015 من تأليف كتاب بعنوان أم كلثوم.. عصر من الشعراء.. قراءة في جماليات النص، ورغم أن الكتاب، الذي نشرت «الاتحاد» بعضاً من ملامحه من قبل، لم يصدر إلى الآن، إلا أنه يعد أكبر تكريم للشعراء الذين غنت لهم كوكب الشرق، وأول كتاب يتناول النصوص المغناة بالنقد والتحليل والدراسة المستفيضة، حيث إن الشائع في مجال الغناء هو الكتابة عن المطربين أو الملحنين، وجاء بمثابة وقفة حيادية مع النصوص المغنّاة في ميزان النقد الذي لا يضع اعتباراً للأسماء بقدر ما يُعنى بجمال الكلمة وعبقرية الفكرة وقدرتهما على الحياة ومجاراة الزمن.

اختلاف
اختلف عدد الأغنيات التي شدت بها كوكب الشرق بحسب العديد من المصادر، حيث ذكر بعضها أنها بلغت نحو 450 أغنية، والبعض الآخر 340، وفريق ثالث 370، في حين أورد الدكتور فيكتور سحاب في كتابه «السبعة الكبار في الموسيقى العربية المعاصرة» سرداً لأغاني أم كلثوم استناداً إلى فهرس خليل المصري ومحمود كامل، وحمل 300 أغنية تقريباً، بدأت منذ بداية مشوارها الفني عام 1923 وحتى وفاتها عام 1975.

  • بيرم التونسي

بيرم التونسي
حافظت أم كلثوم خلال الأربعينيات على الثنائي رامي ومحمد القصبجي، ولكن تفوق عليهما ثنائي جديد تمثل في بيرم التونسي الذي كان عاد إلى مصر من منفاه والموسيقار زكريا أحمد، وبدأت تعاونها مع التونسي عام 1941 من خلال أغنية «أنا وانت»، ثم «كل الأحبة اتنين»، و«أنا في انتظارك»، و«آه من لقاك»، و«الأولة في الغرام»، و«أهل الهوى»، و«حبيبي يسعد أوقاته»، و«غني لي شوي شوي»، و«قل لي ولا تخبيش يا زين»، و«الأمل»، و«يا صباح الخير ياللي معانا»، وحافظت على تعاونها معها بعد ذلك، رغم تراجع الكم، حيث غنت له «شمس الأصيل» 1958، و«الحب كدة» 1959، و«هو صحيح الهوى غلاب» 1960، ثم «القلب يعشق كل جميل» 1971.

شعراء مجهولون
غنت العديد من الأغنيات لشعراء مجهولين، ومنهم إبراهيم حسني ميرزا «كم بعثنا مع النسيم سلاما»، ونصر الله الدجاجي «لي لذة في ذلتي وخضوعي»، ومصطفى نجيب «الليل أهو طالس، وحسن صبحي «جمالك ربنا يزيده»، و«ليه عزيز دمعي تذله» «فين يا ليالي الهنا»، وحسين والي «روحي وروحك»، ويحيى محمد «يا قلبي كان مالك»، و«امتى الهوى»، و«مكنش ظني في الغرام»، وعبدالرحيم فياض «مين اللي قال ان القمر»، ومحمد الماحي «الفجر الجديد».

شعراء عرب
تعاونت أم كلثوم مع العديد من الشعراء العرب، ومنهم الأمير عبدالله الفيصل الذي غنت له «ثورة الشك» 1958، و«من أجل عينيك» 1971.

  • جورج جرداق

وجورج جرداق «هذه ليلتي» 1968، والهادي آدم «أغداً ألقاك» 1971، ونزار قباني «أصبح عندي الآن بندقية» 1969، و«رسالة» 1970.

  • الهادي آدم
  • أحمد شوقي

شوقي ومصطفى
غنت لأمير الشعراء أحمد شوقي والشاعر عبدالفتاح مصطفى عدداً من الأغنيات الوطنية والدينية والصوفية، حيث غنت لشوقي «الملك بين يديك»، و«عيد الدهر» 1936، و«سلوا كؤوس الطلا» 1937، و«سلوا قلبي غداة سلا وتابا»، و«نهج البردة»، و«ولد الهدى» 1946، و«النيل» 1949، و«بأبي وروحي الناعمات الغيدا» 1954، أما عبدالفتاح مصطفى فغنت له «منصورة يا ثورة أحرار» 1958، و«لسة فاكر»، و«ليلي ونهاري»، و«يا سلام ع الأمة»، و«طوف وشوف»، و«أقولك إيه عن الشوق»، و«يا حبنا الكبير».

  • عبدالوهاب محمد

عبدالوهاب محمد
تعاونت مع الشاعر الشاب وقتها عبدالوهاب محمد، وهو لم يكمل الثلاثين من عمره عام 1960 من خلال أغنية «حب إيه» من تلحين بليغ حمدي، وتكرر تعاونها معه في أغنيات «هسيبك للزمن» 1962، و«ظلمنا الحب» 1963، و«للصبر حدود» 1964، و«تحويل النيل» 1965، و«فكروني» 1966، و«قوم بإيمان» 1967، و«إسأل روحك» 1970، وكانت آخر أغنياتها من كلماته، وهي «حكم علينا الهوى» 1973.

  • أحمد شفيق كامل

أحمد شفيق كامل
في 1964 غنت للمرة الأولى للشاعر أحمد شفيق كامل أغنية «أنت عمري» من ألحان محمد عبدالوهاب الذي تأخر تعاونه معها 40 عاماً كاملة، ثم جددت تعاونها مع شفيق كامل في «أمل حياتي» 1965، و«الحب كله» 1971، و«ليلة حب» 1973.

  • طاهر أبو فاشا

أبو فاشا وجاهين
غنت للشاعر والزجال المصري طاهر أبو فاشا عدداً من الأغنيات الدينية والصوفية، بدأت عام 1954 ب «أوقدوا الشموس»، ثم غنت له 1957 خمس أغنيات، هي «حانة الأقدار»، و«عرفت الهوى مذ غرفت هواك»، و«على عيني بكت عيني»، و«لغيرك ما مددت يدا»، و«يا صحبة الراح».

  • صلاح جاهين

أما الشاعر صلاح جاهين فغنت له اربع أغنيات وطنية، هي «الله معك و«والله زمان يا سلاحي» 1956، و«محلاك يا مصري» 1957، و«ثوار لآخر مدى» 1961.

  • مرسي جميل

مرسي والشناوي
رغم أن الشاعر مرسي جميل ركز نشاطه على كتابة أغنيات عبدالحليم حافظ، إلا أنه كتب ثلاثية شهيرة لأم كلثوم لحنها بليغ حمدي، وهي «سيرة الحب» 1964، و«فات الميعاد» 1967، و«ألف ليلة وليلة» 1969.

  • مأمون الشناوي

وتكرر الأمر نفسه مع مأمون الشناوي الذي كتب لها خمس أغنيات، هي «أنساك» 1962، و«كل ليلة وكل يوم» 1964، و«بعيد عنك» 1965، و«انا فدائيون» 1967، و«دارت الأيام» 1970.

أغنية وأغنيتان
من أشهر الشعراء الذين غنت لهم أم كلثوم أغنية واحدة أو اثنتين، ولكنها حققت نجاحاً لافتاً، حافظ إبراهيم «مصر تتحدث عن نفسها» 1951، وأحمد فتحي «قصة الأمس» 19658، وكامل الشناوي «على باب مصر» 1964، وأبو فراس الحمداني «أراك عصي الدمع»، وعلي أحمد باكثير «قالوا أحب القس سلامة»، ومحمود حسن إسماعيل «ياربى الفيحاء»، و«رأيت خطاها على الشاطئين»، وإبراهيم ناجي «الأطلال»، و«أجل إن ذا يوم لمن يفتدي مصر»، وعزيز أباظة «قصة السد»، وعبدالمنعم السباعي «أروح لمين»، والشريف الرضي «قولي لطيفك ينثني»، و«أيها الرائح المجد»، ومحمد يونس القاضي «قال إيه حلف ما يكلمنيش»، وعبدالله الشبراي «وحقك أنت المنى والطلب»، وابن النبيه المصري«أفديه ان حفظ الهوى»، و«أمانة أيها القمر المطل».

ترجمات
غنت أم كلثوم «رباعيات الخيام» للشاعر عمر الخيام، وترجمها لها أحمد رامي، كما غنت «حديث الروح» للشاعر محمد إقبال، وترجمها لها الصاوي شعلان.