هناء الحمادي (أبوظبي)

يحتفل أهالي المناطق الجبلية في الإمارات كل عام في هذه الفترة بجني عسل السدر البري الموجود في الكهوف الجبلية وبين رؤوس الجبال فوق القمم، وبين حنايا الصخور وفي الوديان وعلى أغصان أشجار السدر البرية. 
ويقول ناصر الحميدي المختص بجمع العسل: «عسل السدر يستخرجه النحل من زهور أشجار السدر، وهي من الأشجار البرية التي تتنشر على مساحات شاسعة من المناطق الجبلية والأودية، وهو من أطيب وأغلى أنواع العسل المحلي، حيث يتميز بمذاقه الطيب ورائحته الزكية، وفوائده القيمة للإنسان، ويوصف كعلاج للعديد من الأمراض، كونه ذا قيمة غذائية عظيمة، كما يتميز عسل السدر عن غيره من أنواع العسل الأخرى بأنه ذو لون ذهبي، كما أنه قوي الرائحة والطعم وعالي اللزوجة. وبعد أن يتغذى النحل على رحيق أزهار أشجار السدر، التي تزهر في بداية الشتاء، وينتج النحل في تلك الفترة عسلاً جيداً ذا قيمة غذائية عالية، يسمى عسل السدر البري، وهو من أغلى وأجود الأنواع، ويتراوح سعر زجاجة عسل السدر في الإمارات ما بين 800 و1000 درهم.

قطاف
ويضيف الحميدي: «ما يميز عسل السدر أنه يتم قطفه من الجبال والكهوف، لأنه يتغذى فقط على أزهار أشجار السدر التي يكثر انتشارها بين الجبال والأودية، حيث تتميز زهرة شجرة السدر بأنها ذات رائحة زكية وطعمها لذيذ، وهي خضراء تميل للاصفرار، وتعتبر أزهار شجرة السدر مرعى وافراً للنحل البري في جبال الفجيرة ورأس الخيمة، ويوصي به الأطباء للعلاج من الكثير من الأمراض، كما يستخدمه للصغار لدعم المناعة وعلاج البرد والعديد من الأمراض التي تصيبهم، كما أن شمع عسل السدر وحبوب اللقاح وغذاء الملكة، يستخدم في مداواة الجروح والحروق وعلاج بعض الأمراض.

صعوبة
وما بين الانتقال بين سفوح الجبال، يستمتع ناصر الحميدي بقطف العسل في هذا الموسم، وعلى الرغم من الصعوبة في الحصول على خلية النحل، إلا أن الدأب المستمر يبشر دائماً بالحصول على تلك الخلية التي تكون ممتلئة بالكثير من العسل والشمع.
ويورد: «ما يميز هذا النوع من العسل أنه يمكن تخزينه لفترات طويلة، فكلما زادت مدة التخزين كانت الرائحة قوية والطعم أقوى، كما أنه غالي السعر، لأن النحل يعتمد على أشجار السدر الجبلية النظيفة، والبعيدة عن كل أنواع التلوث، بعيداً عن الشجيرات والزهور الملوثة بالكيماويات».