تامر عبد الحميد (أبوظبي)
عبّر الفنان الإماراتي فيصل الجاسم عن فخره لتصوير أغنيته «أعجوبة» على طريقة الفيديو كليب في متحف «اللوفر- أبوظبي»، باعتباره أول فنان إماراتي يصور أغنية فيه، لاسيما أنه مكان تاريخي مهم، ورمز للحضارة وتعدد الثقافات، الأمر الذي سيضاف إلى مسيرته الفنية، وفي الوقت نفسه تشرف أيضاً أن تعرض الأغنية ضمن حلقته التي صورها في برنامج «بعين فنان» الذي يعرض على شاشة «الإمارات»، مشدداً على أهمية إعادة إحياء أغاني الموروث الشعبي الإماراتي، لكي يستمتع بها عشاقها من الجيل القديم، وتعيش مع الجيل الجديد.
محتوى متفرد
وأوضح الجاسم أن فكرة تصوير «أعجوبة» في متحف اللوفر، جاءت خلال استضافته في برنامج «بعين فنان» الذي تقدمه الإعلامية رحاب عبد الله، ووافق على الفور حينما عرضت عليه الفكرة، خصوصاً أنه يعتز بهذا المكان المميز، ويحرص على زيارته بين فترة وأخرى، مشيداً بـ«أبوظبي للإعلام» على تقديمها باقة من البرامج المميزة، من ناحية المضمون والفكرة، والتي تسعى من خلالها إلى تقديم محتوى ثقافي وترفيهي متفرد لكل مشاهد في جميع أنحاء الوطن العربي، منوهاً إلى أن أغنية «أعجوبة» من كلمات وألحان الكايد وتوزيع زيد نديم، وتم تسجيلها في استديوهات «السعيد ساوند» عام 2018، وبثت على الإذاعات المحلية كأغنية فقط، ووقع اختياره عليها لتصويرها مع المخرج أشرف الشوربجي وعرضها على شاشة «الإمارات» ضمن برنامج «بعين فنان»، لأنه وجدها اسماً على مسمى، خصوصاً أن متحف اللوفر نفسه «أعجوبة».
سوشيال ميديا
وعن أسباب ابتعاده في الفترة الماضية عن تنفيذ أغنيات على طريقة الفيديو كليب، قال الجاسم: أعتقد أن زمن الفيديو كليب أصبح في تراجع كبير، خصوصاً بعض اختفاء القنوات الموسيقية الفضائية التي كانت تتولى إنتاج أغنيات الفيديو كليب وتعرضها على شاشاتها، والآن أصبحنا في عصر مواقع الـ«سوشيال ميديا» وموقع «يوتيوب»، وهذه المواقع أسهمت وبشكل كبير في الانتشار الأسرع للأغنية، وتحقيق ملايين المشاهدات في وقت قصير، وهذا ما جعله يهتم بإصدار الأغنيات المنفردة، خصوصاً الوطنية والعاطفية منها. ولفت الجاسم إلى أن لمواقع التواصل أيضاً، الدور الفعال في سير عجلة الحركة الفنية خلال أزمة «كورونا»، حيث ساهمت في عودة الانتعاشة من جديد لمجال الفن والغناء، من خلال الحفلات والأغنيات التي تم تنفيذها «عن بُعد»، إضافة إلى برامج تم تنفيذها عبر هذه المنصات، مثل البرنامج الذي يقدمه فايز السعيد حالياً «غني مع فايز» عبر شاشة «قناة أبوظبي».
قاعدة جماهيرية
وشدد الجاسم على أهمية الحفاظ على الأغنية التراثية، مشيداً ببعض الفنانين المحليين الذين يحاولون بين فترة وأخرى تقديم هذه الأغنيات بتوزيع جديد لإحيائها وحمايتها من الاندثار، خصوصاً أن هناك قاعدة جماهيرية كبيرة من عشاق هذه النوعية من الأغنيات، وقال: بطبعي أحب الموروث الشعبي الإماراتي، وطالما أحاول تنفيذ وتوزيع هذه الأغنيات مثل «آه وا ويلاه من إلى مدبرين» لعلي بن روغة، و«قطعت الوصل» من التراث الإماراتي، واللتين نالتا صدى كبيراً، فهذه الأغنيات تكون بمثابة إضافة لمؤديها ولمسيرته الفنية، فالأغنية ليست مرتبطة بعصر أو زمان أو مكان، فكلماتها وألحانها المتميزة تجعلها تصل إلى قلوب الناس في جميع أنحاء العالم.
تألق الأغنية الإماراتية
أما بالنسبة للتطور الذي وصلت إليه الأغنية الإماراتية، فيوضح الجاسم أنها تعيش أزهى عصورها، خصوصاً مع صناع الأغنية المحليين الذين استطاعوا بإبداعاتهم وحضورهم وتميزهم الدائم أن يجعلوها محط أنظار العالم العربي، كما استطاع بعض الفنانين أن يخرجوا من نطاق المحلية إلى العربية والعالمية أيضاً مثل حسين الجسمي، الذي أصبح سفيراً للأغنية الإماراتية والعربية، والدليل على ذلك أغنيته الأخيرة «طبطبة» التي «اكتسحت الدنيا»، متذكراً أنه كان لديه حفل في المغرب، وحفل آخر على أحد مسارح الإمارات يحضر أغلبه جاليات عربية، وكان جمهور الحفلين يطالبونه بأداء أغنيات إماراتية تراثية يحفظونها عن ظهر قلب، مثل أغنية «الله يا دار زايد»، وهذا يدل على أهمية المكانة الكبيرة التي وصلت إليها الأغنية الإماراتية.
التلحين هواية
تعاون الفنان فيصل الجاسم مع عدد من المطربين من ناحية التلحين، أبرزهم حسين الجسمي وفايز السعيد وأريام ومحمد المنهالي، الذين نفذ لهم عدداً من الألحان وحققت رواجاً كبيراً، لكنه يعتبر التلحين هواية، يحب إظهارها بين فترة وأخرى، حيث إن تركيزه الأكبر ينصب على مجاله الأساسي وهو الغناء.