سعيد ياسين (القاهرة)
أكد الفنان الكبير عزت العلايلي، أن تكريم الفنانين في حياتهم من المهرجانات له تأثير إيجابي كبير عليهم، ويمثل أهمية قصوى لأنه يعطي دفعة قوية للاستمرار والتواصل مع الجمهور، يأتي ذلك بمناسبة تكريم العلايلي في الدورة القادمة لمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، وإطلاق اسمه عليها، والتي تقام في الفترة من 7 إلى 12 نوفمبر المقبل.
وقال العلايلي لـ«الاتحاد» إن الفنانين من أصحاب التاريخ الطويل والأعمال البارزة، في السينما أو المسرح أو التلفزيون، أولى بالتكريم من المهرجانات والجهات الفنية من غيرهم، حتى لا يشعروا أن ما قدموه في رحلة عطائهم ذهب هباءً، خاصة وأن احتفاء الجمهور بالفنان يجعله في قمة نشاطه الفني مهما تقدم به العمر، أو تراجعت عنه الأضواء.
أعمال مهمة
وأشار العلايلي إلى أنه اعتذر مؤخراً عن المشاركة في عدد من المسلسلات التي عرضت عليه بعد «قيد عائلي» و«قصر العشاق»، وفيلم «تراب الماس»، لحرصه على تقديم أدوار تحمل رسالة اجتماعية وإنسانية هادفة ومهمة.
وطالب بالاهتمام بكبار الفنانين، والحرص على وجودهم بأدوار جيدة في الأعمال الجديدة التي غاب عن غالبيتها الآباء والأمهات والأجداد والجدات من كبار السن، وما يمر به كبار الفنانين من تراجع الطلب عليهم أمر طبيعي يجب تقبله.
عمر افتراضي
وعن محافظة الفنان على توهجه الفني عبر مراحله العمرية المختلفة، قال العلايلي، يجب أن يكون الفنان صادقاً مع الناس، وأن لا تختلف مقوماته الشخصية مع سلوكياته، لا أرى أن للفنان عمراً افتراضياً، لأنه لو حافظ على معرفته وثقافته سيقدم نفسه في كل عمر.
وأضاف أن التلفزيون لم يعوضه عن السينما، فهي ذاكرة الأمة، تعكس الواقع والأدب والفكر الذي يؤرخ له على مر السنين، وبحثت في التلفزيون عن الحد الأدنى الذي يمكن أن يشبعني كفنان.
«كومونولث» فني
وعن الإنتاج العربي المشترك الذي ظهر مؤخراً في عدد من الأعمال، قال العلايلي: ناديت منذ فترة طويلة باتحاد «كومونولث» فني عربي، وطبقته في أكثر من عمل، وبدأته بفيلم «القادسية» الذي شارك فيه فنانون وفنيون من مصر والعراق والمغرب وتونس وسوريا والكويت. ثم قدمنا «بيروت يا بيروت» في لبنان، و«سأكتب اسمك على الرمال» في المغرب، و«الطاحونة» في الجزائر، و«عملية فدائية» في سوريا، وكنت أول من نادى بهذا في مهرجان القاهرة السينمائي. وأضاف: أسسنا اتحاد للفنانين العرب، لكن لم يقدم إلا مسرحية «القدس»، وأتمنى استمرار التعاون لإثراء الحركة الفنية، لأننا لابد وأن نظهر للعالم أننا موجودون ومتحدون.
دراما دينية
وطالب العلايلي بضرورة عودة إنتاج الدراما الدينية لأنه بمثابة رسالة مهمة، وهي تواجه التطرف، لأنها الأساس لارتباط الدين بالحياة من وجهة النظر المنطقية ولا تخرج عنها، وتظهر أنه لم يكن هناك غلو عند الرواد العظماء في صدر الإسلام.
وأعرب عزت عن اعتزازه بالشخصيات التاريخية التي قدمها ومنها «سعد بن أبي وقاص» في «القادسية»، و«الحسن البصري»، و«الطبري» و«أبو عبيدة بن الجراح» و«خالد بن الوليد».