أحمد النجار (دبي)

عبر شبكات «سوشيال ميديا»، تزدهر تجارة المكملات الخاصة بالتخسيس وإنقاص الوزن خاصة مع أزمة «كورونا»، التي فرضت نمط حياة جديداً، أهم ملامحه التزام الشعوب بالبقاء في المنازل، ما أدى إلى اكتساب مزيد من الوزن الزائد، بسبب قلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة، وتتخذ منتجات التخسيس التي يتم الترويج لها «أونلاين» شكل كبسولات أو عقاقير مصنعة بأثمان باهظة، يتم تسويقها عبر إعلانات برّاقة مموّلة مع عرض تجارب أشخاص مدعومة صورهم قبل وبعد، تحمل في مضمونها شعارات ووعود سحرية، على غرار «وداعاً للوزن الزائد، حان الوقت لتحصل على جسم مثالي خلال شهر».

آثار جانبية
ويحذر خبراء التغذية في كل المجتمعات، من الوقوع في هذا الفخ، الذي يستهدف السيدات خصوصاً لاختصار معاناة السمنة، أو تحقيق حلم التخسيس في أقصر وقت ممكن، ويؤكدون أنها منتجات مجهولة المصدر، وأن أضرارها أكثر من نفعها، وتسبب ارتفاعاً في ضغط الدم والإسهال ومشاكل في الكلى وتلف الكبد وزيادة معدل ضربات القلب، وغير ذلك من المضاعفات والآثار الجانبية الخطيرة.

أضرار صحية
إلى ذلك، أكدت اختصاصية التغذية، دانا الحموي، أن المكملات الخاصة بإنقاص الوزن، وتحسين القوام التي تجد رواجاً وإقبالاً من السيدات على منصات «سوشيال ميديا»، من خلال إعلاناتها البراقة وشعاراتها المزيفة التي تبشر بتقديم حلول سحرية، تمثل خطورة كبيرة على صحة وسلامة الجسم، فضلاً عن كونها منتجات مجهولة المصدر، غير مصرّحة من الجهات الصحية.
وأشارت الحموي، إلى أهمية استشارة الطبيب واختصاصي التغذية عند اللجوء إلى تناول المكملات الغذائية، كونها ترتبط بأضرار صحية خطيرة تسبب ارتفاع ضربات القلب واختلالات في الجسم، وأضافت دانا: «لا أنصح بتناول أي نوع من المكملات الغذائية عشوائياً بقصد خسارة الوزن، ناهيك عن كونها تسبب مشاكل صحية، فإنها لا تعطي أي نتائج إيجابية، ولا تؤدي إلى خسارة فعلية في الوزن».

استخدام خاطئ
حول اختيار مكملات غذائية لإنقاص الوزن تتناغم مع طبيعة الأجسام، قالت دانا: «لا أنصح بالتناول العشوائي للمكملات الغذائية بمختلف أصنافها ومكوناتها، والتي ترفع شعارات «خسارة الوزن» دون استشارة طبيب التغذية المختص، وحذرت من تناول المكملات لتجنب الأضرار المترتبة على استخدامها، والتي تتمثل في مشكلات بالجهاز الهضمي وخلل في الكبد والكليتين». 

ترويج خادع
وتحذر الحموي من مخاطر المنتجات التي تعرض على مواقع التواصل، خاصة غير المصرحة من وزارة الصحة، وطالبت بعدم الانجراف وراء الترويج العشوائي للمكملات الغذائية على المواقع الإلكترونية مهما كانت الضمانات التجارية أو الشعارات الرنانة، حيث إن غالبيتها مضللة حتى لو تم نشر تجارب أشخاص قبل وبعد، موضحة أن هذه الاعلانات مدفوعة الأجر كجزء من خدع الترويج الرقمي، وقد تحتوي تلك المنتجات على مركبات كيميائية تسبب مشكلات صحية خطيرة، كما أن الشراء العشوائي لهذه المكملات يؤدي لخسائر مادية، بعد أن تدغدغ عواطف ومشاعر المتابعين، وتستغل كسلهم ورغباتهم في حصد نتائج سريعة دون جهد أو فحوص طبية، عدا أن مروجيها يعتمدون آليات تسويق ذكية، تستهدف غالباً شرائح بعينها يصلهم المحتوى الإعلاني مصحوباً بعبارات وصور تعبيرية، تبشر المستهلك بنتائج خيالية للرشاقة مثل نحت القوام وتحديد الوزن خلال بضع أسابيع فقط.

قوام مثالي
يرواد حلم التخسيس الكثيرين أملا في الوصول إلى الجسم المثالي والقوام الرشيق، ويمكن تحقيق ذلك من خلال اتباع نظام صحي مدروس بعناية مع أخصائي تغذية مع مكملات مساعدة لحرق الدهون، أو تفريغ السوائل من الجسم أو تحسين التمثيل الغذائي، وفق ما تتطلبه الحالات والأجسام، لتجنب أي آثار جانبية، مع المواظبة والالتزام بممارسة بعض التمارين الرياضية ونوعية «الدايت الملائم» للحصول على نتائج مرضية.