محمد قناوي (القاهرة)

كان شهر رمضان 2006 «وش السعد» للفنان السوري جمال سليمان، حيث أطل للمرة الأولى على الجمهور المصري من خلال شخصية «مندور أبو الدهب» في المسلسل الرمضاني «حدائق الشيطان».
نجح سليمان في أداء الشخصية باقتدار والتحدث بطلاقة باللهجة الصعيدية، وتدور أحداثه عن مندور أبو الدهب، رجل صعيدي يتمتع بشخصية قيادية قوية، يعيش في قريته ويتحصن بها ويعتبرها خاصة به وقلعته.
مارس مندور نشاطه في ترويج المخدرات وزراعة الحشيش من خلال وجوده ببلدته، حيث يهابه ويخافه جميع أهل البلدة بسبب أعوانه الذين يحاصرونهم، وزرعه الخوف في قلوبهم بإقناعهم بخرافة أن هناك «غولة» خلف الجبل سوف تأكلهم لو اقتربوا منها، ليخفي نشاطه الإجرامي.
أبدع جمال سليمان في هذه الشخصية التي رسمها المؤلف الراحل محمد صفاء عامر وأخرج المسلسل إسماعيل عبد الحافظ، أرستقراطي يتعامل بالتفاخر والتعالي، والقسوة، وكل علاقاته العاطفية سرية و«عشيقاته» ممتلكات، يخفيها بين جدران القصر أو يسجنها كما يسجن شقيقته بسبب قصة حب لم يرض عنها.
استطاع سليمان وبجدارة التعبير عن التناقض في الشخصية المحورية، والصراع بين الخير والشر داخل النفس، لم يحسم إلا في النهاية، حيث قصد المخرج الانتصار للخير.
بعد معرفته بمرضه الخطير، يحدث المنحنى، ويتحول بشكل منطقي إلى الخير حينما يعرف المصير المحتوم، وتتغير طبيعة العلاقة مع الشخصية الثانية، وهي «قمر» التي لعبتها سمية الخشاب.
وقد تنوع أداء مندور بين العنف والحزم واستعراض القوة مع أهل الجزيرة والمحيطين به، وبين الرقة والحنو نحو بعض الشخوص الذين أحبهم بصدق.
لم يتوقف الجدل حول الشخصية عند حدود الساحة الفنية، بل امتد إلى محال الملابس في مصر، بعدما طرحت صرعات جديدة بعضها مرتبط بشخصية أبو الذهب، وتصدّرت الواجهات عباءة باسمه تميزت بشكلها الفضفاض وشهدت إقبالاً كبيراً عليها. وظهرت في الأسواق «ماسكات» لـ«الغولة» التي كان أبو الذهب يعتبرها من مصادر قوته لإرهاب أهل القرية، وانتشرت بين طلاب المدارس، العبارات التي ردّدها أبو الدهب.