سعد عبد الراضي (أبوظبي)

يرى الشاعر الإماراتي الدكتور طلال الجنيبي أن الكتابة خلال شهر رمضان تمتاز بخصوصية وجدانية، حيث تصبح اللغة أكثر قرباً من التأمل ومخاطبة الذات، ما يضفي على النصوص عمقاً شعورياً يتماشى مع روح الشهر الكريم. أما طقوس الكتابة، فتختلف أيضاً، إذ يجد أن أفضل الأوقات للإبداع، هي في ساعات الليل المتأخرة، حيث يكون الذهن أكثر صفاءً بعد انقضاء ساعات الصيام المزدحمة بالعمل والعبادة.
بدأ الجنيبي رحلته مع الشعر منذ المرحلة الثانوية، مؤكداً أن الإبداع الشعري ليس مجرد صناعة، بل هو انعكاس لتجربة ذاتية عميقة. يقول: «الشعر إناء ذاتي ممتلئ، وعندما تكون التجربة حقيقية يكون الشاعر مطبوعاً وليس مصنوعاً». ومن هذا المنطلق، منح الجنيبي الشعر الكثير من جهده ووقته، فكرّس نفسه للقراءة والتركيز، ليصقل موهبته في البدايات، ثم يعلو ويتدرج بها، ليقدم قصائد تعبر بصدق عن رؤيته وأحاسيسه.
جائزة الشارقة
وكانت ثمرة هذا الاجتهاد فوزه بجائزة الشارقة للشعر العربي، واختياره الشخصية المكرمة للعام 2025، وهو ما وصفه بمحطة مضيئة في مسيرته الإبداعية. ويرى أن هذه الجائزة، التي تعد من أهم الجوائز في المشهد الشعري العربي، وفيها تأكيد على أن مساره الشعري يسير في الاتجاه الصحيح، حيث تمنح مثل هذه الجوائز المبدع دافعاً قوياً للاستمرار والتطور. ويضيف: «لقد شعرت بأن كل ما بذل من جهد وعطاء لم يذهب سدى، بل كان له صداه وتأثيره في الساحة الأدبية». 
14 مجموعة 
أما عن مشروعه الأدبي، فقد أنجز حتى الآن 14 مجموعة شعرية، كتب فيها بمختلف الأغراض الشعرية، حيث يحتفي كل عام بإصدار شعري جديد. ولم يغفل عن الشعر الموجه للأطفال، حيث أدرجت بعض قصائده في المناهج الدراسية. ويرى أن لكل شاعر معاناته الخاصة التي تنبع من تجاربه الحياتية وظروفه الشخصية، مشدداً على أن الإبداع لا ينفصل عن الواقع، بل يتأثر بالمحيط والتحديات التي يواجهها الشاعر. ويؤكد الجنيبي أهمية التوازن بين العمل والإبداع، حيث يرى أن كليهما يؤثر في الآخر، وأن على الشاعر أن يتمسك بتجربته مهما كانت الظروف، فالمسيرة الشعرية الحقيقية تتطلب الإصرار والالتزام بالتعبير عن الذات بصدق وعمق.