فاطمة عطفة (أبوظبي)

كانت رواية «ملجأ الزمن» للكاتب البلغاري غيورغي غوسبودينوف، ترجمة نيديليا كيتافا، أول أمس موضوع مناقشة «الملتقى الأدبي»، بحضور سيدات الملتقى، وأدارت جلسة النقاش أسماء صديق المطوع، مؤسسة الملتقى قائلة: الرواية عمل أدبي عميق، تدور فكرتها المحورية حول طبيب نفسي يؤسس في سويسرا عيادة لمرضى الزهايمر، لكن الرواية لا تتوقف عند حدود العلاج الفردي، بل تتسع لتشمل المجتمع، وتسعى لعلاج العلاقة المعقدة بين الذاكرة والزمن، ثم يبدأ الكاتب باستكشاف أبعاد سياسية واجتماعية خطيرة.
ويشير الكاتب إلى أن طريقة العلاج لإنعاش الذاكرة تكون بـ «الهروب إلى الماضي» والرجوع إلى فترة محددة من العمر، وغالباً ما تكون سن الشباب، حيث يوضع العجوز في غرفة ممتلئة بأشيائه القديمة مثلما كانت: السكن والمطبخ وكل ما يحيط به من أنواع اللباس واللوحات الفنية والموسيقى والغناء والأفلام وأنواع الطعام، وخاصة التوابل لأن للرائحة أهمية كبيرة في استعادة الذاكرة، كما ظهرت البرقيات والآلات الكاتبة وحتى السيارات القديمة. ثم ينتقل الكاتب من الفرد والعائلة إلى البلدة والمدينة.
وجاء في مداخلة د.عزة هاشم أن الزمن في الرواية ليس مجرد سياق محايد، بل كيان حي يعيد تشكيل حياتنا، يجرحنا بذاكرته، ويظهر لنا هشاشتنا، وحتى يكرس شعورنا بالعجز، كما في حكاية السيد «ن»، الذي واجه وحدته وفقده عبر ماضٍ كشفه عدوه. والرواية تؤكد أن النسيان، رغم قسوته، قد يكون أحياناً ضرورة لتحمل أعباء الذاكرة وألم الفقد المستمر.