سعد عبد الراضي (أبوظبي) 

انطلقت النسخة الـ 21 من مهرجان الشارقة للشعر العربي يوم الاثنين الماضي، وتستمر حتى 12 من الشهر الجاري في قصر الثقافة بالشارقة، بمشاركة أكثر من 70 شاعراً وشاعرة وناقداً وإعلامياً يمثلون الدول العربية وعدداً من الدول الأفريقية، ومنذ أن تأسّس المهرجان في العام 1997، بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وهو يعزز ويدفع الشعرية العربية لتكون دائمة الحضور في المشهد الثقافي محلياً وعربياً، كما يساهم في الحفاظ على المرتكزات الأساسية للشعر ورعاية الموروث الشعري، ويسهم في إثراء الساحة الشعرية بنتاجٍ أدبي شعري وفير.
(الاتحاد) استطلعت آراء نخبة من الشعراء والنقاد من مختلف أنحاء الوطن العربي للحديث عن المهرجان وما قدمه لإثراء المشهد الثقافي.
في البداية، تقول الشاعرة الإماراتية شيخة المطيري: «يؤكد مهرجان الشارقة للشعر العربي بحضوره السنوي تعزيز مكانة الشعر والشعراء في أوطاننا العربية، مستحضراً الصوت الأصيل للقصيدة العربية، ومثبتاً أنها ما زالت قادرة وستبقى مساحة آمنة للتعبير. ومن جميل ما يحدث في المهرجان اجتماع الشعراء، فالشارقة تقدم لنا جغرافيات متعددة تلتقي على أرضها وتبسط ما لديها من جمال وإبداع.
وقد شكل المهرجان ظاهرة جماهيرية بأن تشكلت معه الأذواق الحاضرة التي أصبحت لا تقبل إلا ببلاغة الشعر وفصاحته وبيانه، كما يقوم المهرجان بتكريم الشعراء الذين أمضوا سنوات من العطاء والوفاء للشعر».
ويقول الشاعر المصري حسن شهاب الدين: «كعادته يأتي مهرجان الشارقة للشعر العربي كما يأتي ربيع متجدد، حيث يمد بيت يده ليصافح مبدعي الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، ويضيء أقمار الشعر في سماء الثقافة العربية». 
وتقول الناقدة التونسية الدكتورة سماح حمدي: «مهرجان الشارقة للشعر العربي مناسبة جعلت شارقة الثقافة منارة للإبداع في مجال لصيق بشخصية العربي وهويته وذائقته، ونعني مجال الشعر. ولا ننسى ما يثيره مهرجان الشعر العربي بالشارقة من توق لمعرفة الفائزين بجائزة النقد الأدبي، وبأفضل القصائد التي نشرتها مجلة القوافي على امتداد العام».
يرى الشاعر السعودي الدكتور عبدالله الخضير أن الحديث عن المهرجان هو حديث عن دعم واهتمام صاحب السمو حاكم الشارقة بالشعر والثقافة عموماً، وفي رأيي هو احتفاءٌ وتكريمٌ بالشعراء العرب، الذين أعادوا للشعر وهجَه، بوصفهِ مكوّناً ثقافياً ولُغويّاً. وتشرفني المشاركة هذا العام مع مجموعة من الشعراء والنقاد في تقديم قصائد تُحدث الدّهشة، وعرض رؤى نقدية للشعر العربي في واقعه الحديث وربطه بالقديم.
وتؤكد الناقدة المصرية الدكتورة إيمان عصام أن المهرجان منبر مرموق يجمع الشعراء والنقاد من مختلف أنحاء الوطن العربي، مُسهِماً في تعزيز الحوار الثقافي وإثراء الساحة الشعرية عبر أمسيات وجلسات نقدية متنوعة، ويلعب بيت الشعر في الشارقة دوراً محورياً في تنظيم هذا المهرجان، حيث يُعنى باحتضان المواهب الشعرية وتقديمها للجمهور.
ويقول الشاعر السنغالي محمد الهادي سال: «المهرجان ليس مجرد حدث ثقافي عابر، بل هو منارة مضيئة في سماء الإبداع العربي، ويشكل جسراً بين الماضي العريق والحاضر المتجدد».
ويرى الشاعر المصري إيهاب البشبيشي أن المهرجان عيد سنوي للشعراء الذي نجحت دائرة الثقافة والقائمين عليها أن تجعله عيداً عربياً خالصاً، ولأنه أخيراً القوة الناعمة التي جمعت أبناء الضاد في جامعة عربية شعرية.
ويقول الشاعر الموريتاني شيخنا عمر: «مهرجان الشارقة للشعر العربي موسم شعري يأتي بالشعراء من بعيد ليجمع الشعر بالشعر، وليعيد للكلمة الشعرية بريقها في عرس شعري تزهو به الشارقة كل عام».
ويؤكد الشاعر السوري حسين العبد الله: «في كل دورة، يتحول هذا المهرجان إلى ملتقى يجتمع فيه الشعراء تحت سقف واحد لينسجوا معاً لوحة فنية من قصائدهم الفريدة».
وتشير الشاعرة الجزائرية سمية دويفي إلى أن مهرجان الشارقة العربي بالنسبة لها هو فرصة لي كشاعرة لتكتشف تجارب شعرية جديدة عن قرب، وكما ينبغي لها أن تكتشف.