أحمد عاطف (القاهرة)

قال الأمين العام للاتحاد العربي لحماية حقوق الملكية الفكرية، الدكتور أسامة البيطار، إن دولة الإمارات شريك استراتيجي للاتحاد العربي لحماية حقوق الملكية الفكرية، وهناك تعاون مشترك يشمل تنظيم ورش عمل ومؤتمرات لتعزيز الوعي بالملكية الفكرية، ودعم البرامج التدريبية، بجانب مشاريع مستقبلية تشمل تعزيز الحماية القانونية للمبدعين في المنطقة، وتطوير قاعدة بيانات لحماية الحقوق الفكرية.
وأوضح البيطار، في حوار مع «الاتحاد»، أن الإمارات مثال يُحتذى به في مجال حماية الملكية الفكرية، حيث تشمل جهودها تحديث القوانين لتتماشى مع المعايير الدولية، وتعزيز الابتكار من خلال مبادرات مثل المناطق الحرة المخصصة للصناعات الإبداعية والتكنولوجيا، ودعم المبدعين والمخترعين المحليين والدوليين من خلال برامج تمويل وحاضنات أعمال، وإطلاق حملات توعوية مستمرة لضمان فهم المجتمع لأهمية حقوق الملكية الفكرية.
وأشار إلى أن واقع الملكية الفكرية في الدول العربية شهد تحسناً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، مع زيادة الوعي بأهميتها كأداة لتعزيز الابتكار والتنمية الاقتصادية، ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات كبيرة، على رأسها تفاوت التشريعات والسياسات بين الدول الأعضاء، ونقص الموارد البشرية المؤهلة والمتخصصة، والتعديات على حقوق الملكية الفكرية، خاصة في المجال الرقمي، ما يتطلب الحاجة إلى تنسيق إقليمي فعال لمواجهة هذه التحديات.
وأضاف البيطار أن الملكية الفكرية يمكن أن تلعب دوراً مهماً في دعم خطط التنمية المستدامة في المنطقة العربية، وتشجع على الابتكار وتعزز الاقتصاد الإبداعي، وتدعم الصناعات القائمة على التكنولوجيا، وتحمي التراث الثقافي وتساهم في الحفاظ عليه، وتعمل على جذب الاستثمارات الأجنبية من خلال توفير بيئة قانونية وتشريعية موثوقة، بالإضافة إلى تمكين الشباب والمبدعين لتحويل أفكارهم إلى مشاريع تنموية تسهم في الاقتصاد المحلي والإقليمي.
وأشار البيطار إلى الإنجازات التي حققها الاتحاد العربي للملكية الفكرية خلال السنوات الأخيرة وعلى رأسها اعتماد اليوم العربي للملكية الفكرية في مايو 2023، والذي تم الاحتفال به لأول مرة في الأول من ديسمبر 2024 في العاصمة الإدارية الجديدة بجمهورية مصر العربية، تأكيداً على أهمية هذا القطاع في التنمية العربية، وإعلان العاصمة الإدارية الجديدة كأول عاصمة عربية للملكية الفكرية للعام 2024، إضافة إلى تأسيس الأكاديمية العربية الدولية للملكية الفكرية، التي تُعد الذراع التدريبي للاتحاد، وتهدف إلى تأهيل الكوادر من خلال برامج احترافية متخصصة ومشاريع مبتكرة، وتنظيم مبادرات لحماية التراث الثقافي العربي وتسجيله كحقوق فكرية في المحافل الدولية.
وشدد على أن الاتحاد يعمل حالياً على العديد من الخطط والمبادرات لتعزيز حماية الملكية الفكرية في الدول الأعضاء، بينها تطوير برامج تدريبية احترافية ودعم جهود الدول الأعضاء في توثيق الحقوق وحمايتها على المستوى الدولي، وإطلاق مشاريع مشتركة مع المنظمات الإقليمية والدولية لتعزيز الوعي بالقضايا المتعلقة بالملكية الفكرية، والتعاون بين الأعضاء من خلال منصات رقمية وقواعد بيانات موحدة.
وذكر البيطار أن الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الرقمية يقدمان تحديات وفرصاً جديدة، منها إنتاج محتوى إبداعي يثير تساؤلات حول ملكيته، والحاجة لقوانين تتناسب مع التطورات التكنولوجية، مثل حماية البيانات والخوارزميات، وتطوير أنظمة أكثر كفاءة لمكافحة القرصنة.

دعم الشباب العربي
يقول الأمين العام للاتحاد العربي للملكية الفكرية، إن القوانين توفر إطاراً قوياً لحماية التراث الثقافي العربي، منها تسجيل الحرف التقليدية، والفنون الشعبية، والأزياء كحقوق فكرية وطنية ودولية، إضافة إلى العمل مع المنظمات الدولية مثل اليونسكو وWIPO لتوثيق هذه العناصر وحمايتها، وتنظيم حملات توعوية لتعزيز الفخر بالتراث العربي وتشجيع الشباب على المشاركة في حمايته، وإطلاق مشاريع لحفظه وتوثيقه بتقنيات رقمية حديثة.
وأشار البيطار إلى التزام الاتحاد بدعم الشباب العربي من خلال برامج تدريبية تقدمها الأكاديمية العربية الدولية للملكية الفكرية لتأهيلهم وتمكينهم من فهم حقوقهم وحمايتها، وإنشاء منصات إلكترونية لتسجيل الحقوق وتوثيق الأعمال الإبداعية، وتقديم الاستشارات القانونية، وإطلاق مسابقات وجوائز لدعم المبدعين وتشجيعهم على المشاركة في تنمية الاقتصاد.