محمد نجيم (الرباط)
يراهن الفنان التشكيلي فيصل بن كيران، في معرضه المنظم بمدينة الدار البيضاء، على قدرته الفائقة في استحضار التراث المغربي المتمثل في المعمار والأزياء والعادات وملامح الناس وهم يعبرون الدروب والأزقة في المدن المغربية القديمة.
أعمال بن كيران مشحونة بثراء بصري وبلاغة جديدة في التشكيل المغربي، بما تحمله تلك الأعمال من مقومات جمالية عالية الدقة، وألوان لوحاته مفعمة بالحياة والرموز، ما يجعل المتلقي ينشدّ إلى تلك اللوحات التي صاغها وفق منهج قائم على التبسيط لتسهيل إيصال الرؤية الفكرية والجمالية إلى المتلقي بعلامات وأيقونات دلالية وأشكال فنية تكتمل فيها كل مقومات العمل الإبداعي وشاعريته.
يركز الفنان فيصل بن كيران، في بعض لوحاته، على وجوه نساء متخيلات، لصنع حوار جمالي بين المتلقي والعمل الفني. يقول متحدثاً عن رؤيته الفنية: «تأثرت في بداياتي كثيراً بالفن الانطباعي، وبعد ذلك مررت بمراحل أخرى اشتغلت فيها بمجموعة من الحركات الفنية، والآن أشتغل على تطور الفن التشكيلي المعاصر، وأحاول توظيف ثلاثة أشياء: المفهوم، التقنية والإبداع، كما اشتغلت على الموروث الثقافي الذي يزخر به المغرب، والذي عرف حداثة أو عصرنة بسبب العولمة. كما أركز في أعمالي بالأخص على المرأة، لأن المرأة عبر التاريخ كانت دائماً ملهمة لعدة فنانين تشكيليين. وأنا بالنسبة لي هي منبع الجمال». وعن استحضار التراث المغربي في أعماله يقول بن كيران: «أنا أنتمي لمدرسة تطوان، وتطوان هي حضارة أندلسية عريقة. والمدينة تمتاز باللباس التقليدي (القفطان) وكذلك الصناعة التقليدية. عشت في المدينة القديمة مع أجدادي، وقد كانت جدتي تخيط القفطان وترتديه في المناسبات والأعياد، وقد أثرت مرحلة الطفولة على أعمالي لاحقاً، وبدأت منذ سنة أشتغل على هاته الثيمة في لوحاتي، التي تسبر أغوار تراثنا المغربي، كما أركز على (القفطان) في أعمالي».