يستضيف متحف التاريخ الطبيعي الأميركي (AMNH) في نيويورك أغلى هيكل عظمي لديناصور تم بيعه في مزاد علني على الإطلاق.
الهيكل، المعروف باسم "أبيكس"، هو لديناصور الستيجوصور، أحد أشهر الديناصورات وأكثرها شهرة، وقد اكتُشف في مايو 2022 بالقرب من مدينة ديناصور في كولورادو.
تم العثور على الهيكل في تكوين "موريسون"، وهو طبقة صخرية ترسبت خلال العصر الجوراسي المتأخر قبل حوالي 150 مليون سنة. يتميز "أبيكس" بكونه أحد أكثر هياكل الستيجوصور اكتمالًا، حيث تم استعادة 80% من عظامه، مما يمنح العلماء فرصة فريدة لدراسة تطور هذا النوع من الديناصورات من صغاره بحجم القطة إلى حجمه الكامل الذي يتجاوز طول حافلة صغيرة.
اقرأ أيضاً.. كشف السر وراء نجاح الديناصورات في عصرها
فرصة علمية لا مثيل لها
أكد الدكتور روجر بنسون، القيّم على قسم الحفريات في المتحف، أن عرض هذا الهيكل يمثل فرصة كبيرة للبحث العلمي. وقال:
"رغم أهمية عرض الديناصور للجمهور، فإن الأهم هو القدرة على دراسة هذا الاكتشاف واستخدامه في تطوير البيانات العلمية."
ستُركز الدراسات العلمية على تحديد نوع الستيجوصور الذي ينتمي إليه "أبيكس"، بالإضافة إلى دراسة عملية التمثيل الغذائي ونمو هذا النوع باستخدام تقنيات حديثة تشمل التصوير المقطعي وتحليل العظام.
شراء قياسي وتمويل الأبحاث
تم بيع الهيكل في يوليو 2024 لرجل الأعمال كينيث سي. غريفين مقابل 44.6 مليون دولار، مما يجعله أغلى هيكل عظمي لديناصور يُباع على الإطلاق، متجاوزًا الرقم القياسي السابق لديناصور "تيرانوصور ريكس" المعروف باسم "ستان"، الذي بيع مقابل 31.8 مليون دولار في عام 2020.
وبالرغم من التحديات التي يفرضها بيع الحفريات للأفراد، قرر غريفين إعارة الهيكل للمتحف لمدة أربع سنوات لضمان استفادة الباحثين والجمهور. كما خصص تمويلًا لدعم زمالة بحثية تمتد ثلاث سنوات لدراسة "أبيكس" بشكل معمق.
اقرأ أيضاً.. ديناصور عمره 150 مليون سنة.. للبيع
عرض مميز للجمهور
يبلغ طول "أبيكس" 8.2 أمتار وارتفاعه 3.5 أمتار، وهو معروض بوضعية ديناميكية تبرز ذيله الشائك مرفوعًا كما لو كان في حالة دفاع. ورغم أن العرض مفتوح للجمهور، فإن عظام الهيكل ستُستبدل بنسخة مصبوبة بعد انتهاء فترة الإعارة.
يمثل "أبيكس" فرصة استثنائية للزوار لاكتشاف تفاصيل مذهلة عن العصر الجوراسي، بينما يُقدم للعلماء مادة قيمة لفهم تطور الديناصورات. هذا العرض ليس مجرد فرصة لرؤية الماضي، بل نافذة على اكتشافات علمية قد تغير فهمنا للحياة على الأرض قبل ملايين السنين.