هويدا الحسن (العين)

كعادته كل عام يخصص مهرجان العين للكتاب برنامجاً حافلاً للفنون البصرية والسمعية، حيث يحتفي بالمواهب الإماراتية في مختلف الفنون وبمشاركة فنانين عرب من دول مختلفة.
يحتفي ركن الفنون هذا العام بحرفة السدو التراثية، والسدو هو أحد أنواع النسيج اليدوي التقليدي الذي عرفه أهل البادية في الماضي، ويستخدم في حياكة الخيام والسجاد ورحال الإبل.
يشارك في المعرض كل من أم محمد وأم سالم، وهما من سكان العين وتحترفان صناعة السدو باستخدام النول اليدوي.
وعن احترافهما مهنة السدو، تشيران إلى أنها مهنة متوارثة، تنتقل من جيل إلى جيل عبر تعليم الأمهات لبناتهن، وأن السدو يحتل مكانة خاصة في المجتمع الإماراتي، حيث إنه أحد أقدم الحرف اليدوية وقد تم إدراجه عام 2011 في قائمة اليونيسكو للتراث الثقافي غير المادي.
تقول أم سالم: «إن السدو قديماً كانوا يغزلونه من صوف الغنم وشعر الماعز ووبر الإبل، بواسطة المغزل، ثم يصبغ بالألوان المستخلصة من النباتات والتوابل المتوافرة في دولة الإمارات مثل الحناء والكركم والزعفران، ومع التطور تم إدخال مواد أخرى على السدو كالجلود، وأصبح يستخدم لصناعة الحقائب والميداليات وأغلفة الكتب».
وعن كيفية الحفاظ على السدو كمهنة تراثية، أكدت حرص الدولة على الحفاظ على تراثها الثقافي المتنوع ليتم تناقله الحرفة بين الأجيال عن طريق التعلم وتعريف الأجيال الجديدة بمهن الأجداد. وعن مشاركتهما في مهرجان العين للكتاب، أعربتا عن سعادتهما، خاصة أنهما اعتادتا المشاركة من قبل في العديد من الفعاليات التراثية والثقافية، كما تقدمان ورشاً تعليمية للفتيات في المدارس والجامعات.
ويستضيف المهرجان عدداً من فناني الفسيفساء، من بينهم الفنانة الإماراتية صفية الحبسي، التي أشارت إلى أن اهتمامها بفن الفسيفساء بدأ «عندما كنت أجهز منزلي، حيث قمت بتصميم جدران المطبخ والأرضيات بالفسيفساء، بعدها تلقيت عدة دورات على يد مدربة تعرفت من خلالها على المواد المختلفة المستخدمة في هذا الفن المتفرد، وعادة ما ألجأ إلى استخدام المواد المحيطة بي في البيئة وإعادة تدوير المواد المستخدمة، كما أقوم بمزج الفسيفساء بالخط العربي في بعض الأعمال».
أما أبوبكر الشريف، فنان تشكيلي سوداني، فيقول: «درست الفن التشكيلي بجامعة الخرطوم وتخصصت في الفسيفساء، حيث كنت أمتلك مركزاً بالخرطوم لتعليم الفسيفساء، كما كنت متعاوناً مع جامعتين لتدريسه بالسودان، وقد بدأ شغفي به منذ الصغر من حبي لإعادة تدوير الأشياء المستعملة، وقد شاركت في العديد من المعارض بالسودان ومصر وتونس ودول الخليج، بالإضافة إلى معارض دولية بألمانيا والبرازيل».
بداية جديدة
عن مشاركته في مهرجان العين للكتاب، أعرب الشريف عن سعادته بهذه الفرصة ليلتقي برواد المعرض من أهل العين المحبين للفنون، مضيفاً أن المهرجان سيكون بداية جديدة لانطلاقته، مؤكداً أن الإمارات داعمة للفن والفنانين.