فاطمة عطفة
«تمثل الثقافة وسيلة للانفتاح على الإبداع الإنساني حول العالم، وجسراً للتواصل بين الشعوب والجنسيات، هي أيضاً تعبير عن الهوية الوطنية للمجتمع»، بهذه الكلمات التي تعكس رؤية عميقة وأصيلة يتحدث لـ«الاتحاد»، الدكتور حامد بن محمد خليفة السويدي، مؤسس ورئيس مؤسسة السويدي «القافية»، رئيس مجلس أمناء مؤسسة أبوظبي للفنون «اداس»، وصاحب المؤسسة الفنية «بيت الاتحاد العامر» الذي يضم روائع الأعمال الفنية واللوحات التشكيلية.
بداية الحدث أضاءت على تأثير النشأة في ترسيخ العلاقة بالثقافة والفنون، حيث يقول د. حامد السويدي: «من المؤكد أن النشأة في وسط يحتفي بالثقافة والفنون والإبداع، ووسط عائلة تضم العديد من الأسماء البارزة في مجال الإبداع، لا بد أن يكون لها تأثير عميق على الشخصية، بما ساهم في تأصيل شغفي المبكر بالفنون والثقافة». مضيفاً أن أبوظبي ودولة الإمارات بشكل عام تتميز بالانفتاح على مختلف الثقافات حول العالم»، مؤكداً، «إن اهتمامنا بالثقافة لا يقتصر فقط على الفنون التشكيلية، لكن على الثقافة بمفهومها الواسع الذي يشمل العمل الإبداعي بمختلف أشكاله، والسعي لنشر الوعي بين أفراد المجتمع، ومد جسور التواصل بين مختلف الثقافات».
ويستطرد د. حامد السويدي موضحاً: «كما سبق وأشرت، فإننا نؤمن بالثقافة بمفهومها الواسع، وكما تمثل الثقافة وسيلة للانفتاح على الإبداع الإنساني حول العالم، وجسراً للتواصل بين الشعوب والجنسيات، هي أيضاً تعبير عن الهوية الوطنية للمجتمع، فمن الطبيعي أن يعبر الناتج الفكري والثقافي للإنسان عن بيئته التي نشأ فيها، بما تشمله من عادات وتقاليد ومعتقدات، والطبيعة المحيطة به، وهو ما يمنح العمل الإبداعي خصوصيته وتميزه واختلافه من مكان لآخر، ويثري التاريخ الإنساني ويعزز تنوعه».
المشهد التشكيلي
يتحدث د. حامد السويدي عن رؤيته للمشهد الثقافي والإبداعي في الإمارات، مؤكداً على تميزه وفاعليته، قائلاً: تقدم دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً ثقافياً فريداً، حيث يتسم بالتمسك بالهوية الوطنية والموروث المحلي، وفي نفس الوقت الانفتاح على ثقافات العالم وحضاراته المختلفة، إلى جانب الخطوات الطموحة التي تقوم بها الدولة، والمشروعات الثقافية الكبرى والمتاحف العالمية التي تنفذها. وكل هذا يؤثر تأثيراً كبيراً وإيجابياً في نشر الثقافة والفنون، والمساهمة بفاعلية في تنشيط السياحة الثقافية إلى الدولة من مختلف أنحاء العالم، هو ما جعل من الإمارات مركزاً عالمياً للثقافة والإبداع، ومقصداً للمبدعين والمفكرين من كل مكان.
ويضيف: منذ انخراطنا في العمل الثقافي، نضع أمامنا عدة أهداف، من أهمها المشاركة بفعاليات في إثراء المشهد الفني والثقافي في العاصمة أبوظبي ومختلف إمارات الدولة. ولذلك نستعد في الفترة المقبلة لإطلاق برنامج يضم مجموعة من الفعاليات والمبادرات ضمن مؤسستنا التي تهتم بكل أنواع الفنون المرئية، الشعر والموسيقى إلى جانب التشكيل، وتسعى إلى تسليط الضوء على الفنانين التقليديين والصاعدين في المنطقة.
مقتنيات نادرة
وحول أهم الأعمال التي اقتناها د. حامد السويدي، يقول: لدينا العديد من المقتنيات التي يضمها متحفنا الخاص في «بيت الاتحاد العامر»، ومن أبرزها تارتان إماراتي قمت بتصميمه، بالتعاون مع كين ماكدونالد خياط التاج الملكي للزي الاسكتلندي، وهو قماش خاص مصنوع من الألوان العربية التقليدية المكونة لعلم دولة الإمارات، و«ربطة عنق أبوظبي» التي قمت بتصميمها لتحمل شعار الإمارة، تعبيراً عن اعتزازي بالوطن.
وأضاف: إن ربطة العنق الوطنية المصنوعة بطريقة خاصة صورة فريدة تعكس إمارة أبوظبي، وتم تصنيعها من قبل بنسون أند كليغ، أحد أقدم المورد الملكي للتاج الإنجليزي. كما تضم المقتنيات وثائق وإصدارات مهمة، وأعمالاً فنية وتحفاً وغيرها.
ويختتم د. حامد السويدي حديثه، قائلاً: نعمل في الوقت الحالي على تجهيز «بيت الاتحاد العامر» المطل على مبنى «جريدة الاتحاد» في أبوظبي، والذي يعد من أبرز معالم المنطقة وأقدم مبانيها، حيث يعود تاريخ إنشائه إلى عام 1982، ومن المقرر أن يصبح المكان مقراً للمجلس والمتحف الخاص بنا، كما سيشهد تنظيم العديد من الأنشطة والفعاليات والجلسات التي سنقوم بتنظيمها من خلال مؤسساتنا الثقافية المختلفة. ويعكس اختيار «بيت الاتحاد» اعتزازنا بالعاصمة أبوظبي وبتراثنا المعماري والحضري، وإيماننا بضرورة الحفاظ عليه وصونه.