بقلم: هدى إبراهيم الخميس *
في عام 1971 أسّس زايد الخير، طيب الله ثراه، صندوق أبوظبي للتنمية بهدف تحقيق النماء والرفاهية في البلدان النامية، إيماناً منه بقيم العطاء وبناء الإنسان في كلّ بقاع الأرض، واليوم تأتي توجيهات رجل الإنسانية، سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بإنشاء مؤسسة إرث زايد الإنساني، بدعمٍ عظيم للمبادرات والبرامج التنموية يسهم في التزام الإمارات المستدام بمواصلة العمل الإنساني والخيري باستراتيجية متقدمة مبتكرة تنجز بدقة وفعالية وجدوى أكبر، وترسّخ نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وتخلّد إرثه للأجيال وأثره في إسعاد الشعوب وإيصال الغوث الإنساني لكلِّ محتاج في كل ركنٍ من أركان هذا العالم.
من التأسيس على يد الوالد المؤسس زايد الخير، طيّب الله ثراه، إلى التمكين والإعجاز بفكر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، يتجدّد إرث زايد الإنساني نبراساً لنا في كلِّ حين، بكلِّ المعاني الطيبة التي تجسّدت فيه، رمزاً للسلام والرؤية الثاقبة لمستقبل مشرق، بقيم التسامح والمساواة والفضيلة والإحسان، وثقافة العطاء.
تأتي التوجيهات المباركة بإنشاء مؤسسة إرث زايد الإنساني برئاسة سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، لتفتتحَ عهداً جديداً من التزام بلاد الخير بالتنمية والأخوة الإنسانية، من خلال تأسيس آليات وطرق حديثة فعّالة، تسهم في إيصال العون اللازم في المكان الملائم، لكلِّ إنسان، أياً كان معتقده وثقافته وجنسيته.
ونحنُ أبناء زايد، علينا أن نضاعف الجهود في خدمة الإنسانية والقيام بهذه المسؤولية، بأن نكون رافداً لهذه المؤسسة بتأثيرها الكبير ودورها الملهم، بإحداث فارق في تحسين معيشة الإنسان ورقيّه، وتوفير حاجاته الملحّة في كلِّ وقت، من الاحتياجات الناشئة عن الأزمات والكوارث إلى حاجاته الأساسية، بما يصون كرامته ويضمن رفاهيته. وبهذا يتحقق الأثر المضاعف بشكل أكبر مما نتصور، فتمتد جسور الأمل بالحياة، وتنفتح أبواب الحوار وتبادل الأفكار لحلِّ المشكلات التي نواجهها، وبناء مستقبل مشرق للإنسانية.
وعلينا كمؤسسات ثقافية، أمانة أن نحفظ هذا النهج، نهج زايد الخير، أن نشركَ الشباب بالعمل الإنساني، ونرسّخ القيم النبيلة فيهم، وأن نفتح قلوبهم على التعاطف والتكاتف والمحبة.
علينا أن نحتضن الإبداع والابتكار، وأن نتضامنَ مع العالم بالبرامج والمبادرات التي ترتقي بالإنسان، وتناضلُ لأجل قضاياه، وتلبّي احتياجاته. كما علينا أن ننطلق معاً لاستئناف رحلة الحضارة، واستدامة الخير للإنسانية، قادة فكرٍ ومبدعينَ، كي نُجري في شرايين أمّتنا دماءَ الابتكار، ونغرسَ في وجدانها ووجودها عزيمة العطاء والإصرار والتفاني، خيراً وسعادةً، أملاً يملأ الأرواح، وابتسامةً تزيّنُ الوجوه.
هذا عهدنا ووعدنا، وهذا التزامنا بأن نقف مع مؤسسة إرث زايد الإنساني والقائمين عليها، يداً بيد، لترسيخ العطاء نموذجاً يُحتذى به، فزايد الخير باقٍ إرثاً خالداً للأجيال.
* مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي