ما أكثر الأمثال والإضاءات التي تصف الكِتاب!، ما أكثر ما قِيل في وصفه وصفاته!، حتى أن المتنبي، مالئ الدنيا وشاغل الناس، لم يجعل له قريناً في العطاء والتأديب والمؤانسة فقال: «وَخَيرُ جَليسٍ في الزَمانِ كِتابُ».
هكذا كلما فتحنا كتاباً فُتِح لنا باب على المعرفة والمتعة والخيال، وكتاباً بعد آخر، تتعدد الأبواب، وتنهل العقول من ثمار لا تشبه غيرها، وفي كل مرة ثمة حياة في كل كتاب، فما أكثر الحيوات التي يعيشها الشغوف بالقراءة، ألم يقل نابليون بونابرت:«أرني عائلة من القراء، وسأريك الأشخاص الذين سيغيرون العالم». 
وفي نوفمبر من كل عام يجيء «معرض الشارقة الدولي للكتاب» ليعكس المعنى التام لقيمة الكتاب والإبداع والمعرفة، ليواصل مسيرته الزاهية التي بدأت عام 1982 بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وليصبح المعرض، وهو على بعد أيام من انطلاق فعاليات دورته الثالثة والأربعين، ملتقى وحدثاً ثقافياً عالمياً، وتجسيداً لرؤية سموه التي جعلت من الثقافة عنصراً رئيساً في تحقيق التواصل بين الحضارات، وكما قال سموه: «الثقافة هي الأساس في بناء الحوار الإنساني، وخلق التفاهم والوئام بين شعوب العالم كافّة، بِغَضّ النظر عن العرق أو الدّين أو الجغرافيا».