سعد عبد الراضي (أبوظبي)
استضافت جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، معرضاً فنياً يستمر حتى 6 نوفمبر القادم، بعنوان «البحر»، ويجمع المعرض الذي تنظمه سفارة جمهورية مالطا في الإمارات، وافتتحته الدكتورة عائشة راشد الديماس، مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف، 4 فنانين من مالطا الإمارات، وهم: آنا جاليا، أدريان شيكلونا، عزة القبيسي، سالم الجنيبي. حيث يعرض لهم أعمالاً فنية جديدة بتكليف خاص، وبتقييم فني من الدكتورة نهى فران. حضر الافتتاح الفنان الرائد عبد الرحيم سالم، ووفد كبير من السفراء والقناصل والفنانين وعدد من الشخصيات. ويُقام هذا المعرض بدعم من وزارة الخارجية والشؤون الأوروبية والتجارة، لدى جمهورية مالطا، وتمويل من صندوق الدبلوماسية الثقافية لعام 2024، وتمثل كلمة البحر جوهره، حيث يسعى المعرض لاستكشاف الروابط العميقة بين البلدين، من خلال تراثهما البحري المشترك، كما يهدف إلى تسليط الضوء على الحوار الثقافي الغني، والتعاون الفني بين الدولتين الساحليتين.
رؤية مشتركة
من جانبها قالت ماريا كاميليري، سفيرة جمهورية مالطا لدى الدولة: «على الرغم من التباعد الجغرافي بين مالطا ودولة الإمارات، إلا أن الدولتين تتقاسمان رؤية مشتركة، تقوم على الابتكار والتعاون الثقافي والاحترام المتبادل للتنوع» 
وأضافت، يحتفي هذا الحدث بالأهمية الثقافية والبيئية للبحر في كلا البلدين، ويعزز في الوقت ذاته التعبير الفني والتبادل الثقافي. كما يبرز الصداقة المتينة والتعاون الوثيق بين مالطا والإمارات، ويساهم في توثيق الروابط الثقافية وتعزيز التفاهم المتبادل. 
تعزيز الإبداع 
قال الفنان والكاتب سالم الجنيبي، الأمين العام لجمعية الإمارات للفنون التشكيلية: «يسعدنا استضافة هذا المعرض الفني، في مقر جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، وبفضل التزامها الراسخ بتعزيز الإبداع والابتكار، عملت الجمعية على مدار السنوات على رعاية الفنانين وتنظيم المعارض والفعاليات وورش العمل واحتضان الفعاليات المهمة والحرص على التعاون المستمر مع كل المؤسسات والسفارات والدول، وبفضل هذه الاستراتيجية، ساهمت بشكل كبير في تنمية بيئة ديناميكية للتعبير الفني والتبادل الثقافي في الإمارات، وساهمت في نمو الفنون وتطورها.

رمز ثقافي
قالت القيمة الفنية للمعرض الدكتورة نهى فران: «يمثل المعرض رحلة إبداعية مع البحر، باعتباره رمزاً ثقافياً وحضارياً يغذي الهويات ويشكل الوجدان. ومن خلال تفاعل الفنانين الأربعة مع الوسائط والأساليب الفنية المتنوعة، ينبثق حوار فني بين دولة الإمارات وجمهورية مالطا، حيث يصبح البحر نقطة التقاء تحمل دلالات عميقة عن التأثير المتبادل بين الإنسان والطبيعة». وأضافت، تستند الرؤية الفنية للمعرض إلى استكشاف الدور المحوري الذي يلعبه البحر في تشكيل الهويات الثقافية والتاريخية والاجتماعية، وذلك من خلال عرض أعمال فنية حصرية لفنانين من كلا البلدين، ويسعى المعرض إلى تقديم سرد متنوع يبرز الحضور الدائم للبحر كمصدر للإلهام والاستدامة، مؤكداً على لغة الفن العالمية وقدرتها الفائقة على بناء جسور تمتد عبر البحار.
البحر
استوحت الفنانة الإماراتية عزة القبيسي أعمالها المعروضة من رحلتها الأخيرة بين مالطا والإمارات، واستخدمت في عملها «البحر»، مادة الفولاذ المقاوم للصدأ بألوان زرقاء، وقامت بصهره مع قاعدة من الفولاذ الطري لتجسيد الحركة الديناميكية للبحر ودوره في تشكيل الثقافات المتنوعة.
ويستكشف الفنان أدريان شيكلونا في لوحاته «البحر»، كعامل محفز لسرد القصص وإطلاق الخيال، حيث تعزز الحياة بالقرب من البحر الإبداع، والمساحة الزرقاء الشاسعة تولد الإحساس بالهدوء. وتاريخياً كانت الأساطير والسرديات تُنقل عبر البحار.
اللؤلؤ وسبخة الملح

تشير الفنانة «آنا جاليا» إلى أعمالها قائلة: «تجسد أعمالي الفنية الرئيسية جوهر ثقافة بلدينا: اللؤلؤ للإمارات وسبخة الملح لمالطا. بالإضافة إلى ذلك، تعكس لوحاتي المائية الصغيرة روح البحر، من خلال تقديم تكوينات تجريدية روحانية».
بحر الخليج والبحر الأبيض
يمثل العمل الفني «بحر الخليج والبحر الأبيض» لسالم الجنيبي، تأملاً عميقاً في العلاقة بين الإمارات ومالطا، مستخدماً رمزية ثلاث موجات تعكس مراحل التطور الحضاري، الموجة الأولى، المصنوعة من كتل معدنية متشابكة، ترمز إلى التحول العمراني السريع والتحديث في الإمارات، والموجة الثانية، المصنوعة من أقمشة السدو الزرقاء، تعكس التقاليد العريقة والارتباط بالتراث. أما الموجة الثالثة، المكونة من الأكريليك وتحتوي على مياه من كلا البحرين، ترمز إلى التواصل بين الإمارات ومالطا.