سعد عبد الراضي (أبوظبي)
بحضور معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة، افتتحت مؤسسة بسام فريحة للفنون الواقعة في منطقة السعديات، معرض «الساعة الأبدية» الذي يأتي ضمن أربعة معارض تحتفي بها صالة العرض لمدة شهر. ويستعرض المعرض الذي يأتي بالتعاون مع وزارة الثقافة، أعمالاً فنية من إبداعات المدرسة التجريدية الإماراتية على مدى 20 عاماً، بمشاركة 14 فناناً إماراتياً قدم لهم المعرض أعمالاً تتسم بالعمق، حيث التماهي بين الموروث الإماراتي والمعاصرة وانعكاسه على الهوية الثقافية للإمارات، وهذا ما يعبر عنه عنوان الساعة الأبدية، حيث تعكس جميع القطع الفنية المعروضة خلاله ازدواجية الإحساس بالزمن، الذي نشعر أحياناً بأنه ينقضي في طرفة عين، لكننا في الوقت نفسه نشعر بأنه يدوم للأبد. تشرف على تنظيم هذا المعرض الدكتورة ميكاييلا واترلو، مديرة المعارض لدى مؤسسة بسام فريحة للفنون.
تشتمل المعروضات على مجموعة من الأعمال الفنية التي تمت استعارتها من الفنانين والاستوديوهات والمعارض الفنية التابعة لوزارة الثقافة، ومعروضات تمت استعارتها من المجموعات الفنية الخاصة ببعض المقتنين.
والفنانون الإماراتيون المحتفى بأعمالهم لعبوا جميعهم أدواراً مهمة في صياغة الأساليب الفنية المعاصرة في دولة الإمارات، وتعبر أعمالهم التجريدية عن العلاقة التي تربط ما بين الوقت والعادات والتقاليد والهوية المعاصرة، كما تغوص عميقاً في جوهر التجارب الفردية التي اختبرها الفنانون بشكل شخصي، مع توفير نظرة عن قرب على الهوية الثقافية الأكثر شمولاً التي تتمتع بها دولة الإمارات.
تطور التجريد
تعكس الأعمال الفنية للجمهور التحولات المهمة والتطورات الجذرية التي شهدتها الحركة الفنية التجريدية المعاصرة في دولة الإمارات خلال العقدين الماضيين، من خلال إبداعات أربعة من أصل خمسة فنانين يطلق عليهم «الفنانون الخمس»، وهم حسن شريف وأخوه حسين شريف، وعبدالله الشريف ومحمد أحمد إبراهيم ومحمد كاظم، الذين قادوا الحركة الفنية التجريدية في الساحة الفنية الإماراتية في نهايات القرن العشرين.
تنوع فني
كما يتضمن المعرض مجموعة من إبداعات الرسام الإماراتي عبدالقادر الريس، الذي يدمج في لوحاته ما بين الأشكال الهندسية والألوان البراقة وفنون الخط العربي، إضافة إلى أعمال الرسامة منى الخاجة، التي تمزج في أعمالها ما بين الأنماط الهندسية المعمارية وبين العناصر الجمالية لفن الخط، لتعكس من خلال لوحاتها القيم الأصيلة والخالدة للثقافة الإماراتية، أما الفنانة التشكيلية سلمى المري، فتستعين بذكريات طفولتها لتستلهم منها الملمس والمواد التي تستخدمها في لوحاتها لكي تتمكن من استحضار المشاهد الطبيعية الواقعية في الإمارات.
فيما يستخدم الرسام الإماراتي محمد القصاب في لوحاته النقاط والخطوط؛ بهدف تفكيك الأنماط المعقدة وتجسيدها في صورتها الأكثر بساطة، أما النحات الإماراتي عبدالرحيم سالم، فقد ابتعد في إبداعاته النحتية عن تجسيد قوام الأشكال التصويرية ليقوم بتفكيكها وتحويلها بشكل يمكّنه من استخلاص جوهرها الحقيقي.
وعلى النمط نفسه، تستخدم الفنانة الإماراتية نور السويدي اختياراتها العشوائية للألوان لاستكشاف الانسيابية الحيوية التي تتمتع بها الهوية الإماراتية، كما يضم المعرض مجموعة من إبداعات التشكيلية الإماراتية نجاة مكي التي تشتهر بلوحاتها التي تسَخّر من خلالها مبادئ حقل الألوان التجريدية لابتكار لغة بصرية تتناغم مع التجارب الإنسانية والعوالم الطبيعية من حولها.
وبينما تشتهر النحاتة الإماراتية شيخة المزروعي بتسخيرها للمواد الصناعية في ابتكار أعمال فنية نحتية، تتحدى التصورات المسبقة عن المساحات والأشكال، عُرف عن الفنان خالد البنا استغلاله لمفهوم التجريد الهندسي ليقوم بهدم وإعادة بناء الأشكال والأنماط في محاولة لمحاكاة ملمس وشكل الطبيعة في دولة الإمارات، بينما تستخدم الفنانة ابتسام عبدالعزيز موهبتها في ابتكار قطع فنية مستلهمة من الأنماط الهندسية، التي تغوص عميقاً في جذور الهوية الوطنية والبنية الاجتماعية في الدولة.
«رؤى الشرق»
إلى جانب «الساعة الأبدية»، تستعرض صالة العرض الرئيسة في مؤسسة بسام فريحة للفنون، مجموعة من الأعمال الفنية المهمة، من بينها معرض «رؤى الشرق»، والذي يضم مجموعة نادرة من أعمال المستشرقين الفنية، كما يحتضن المعرض أيضاً منحوتتين من الأعمال الإبداعية للنحات العالمي الحائز جوائز أنتوني جيمس، وسيتم عرضهما في حديقة المنحوتات.