مع اقتراب إعصار ميلتون من سواحل فلوريدا وبلوغه الدرجة القصوى، تتزايد الأسئلة حول نشأة الأعاصير وتصنيفاتها وأسبابها ومدى تأثيرها على المناطق التي تمر خلالها.
تبدأ الأعاصير كاضطرابات استوائية في المياه الدافئة، حيث تحتاج إلى حرارة سطح ماء تبلغ 26.5 درجة مئوية على الأقل، مع زيادة سرعة الرياح، تتطور هذه الاضطرابات إلى عواصف استوائية تُمنح أسماءً وفقًا للمعايير التي تحددها المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
تُصنف الأعاصير وفقًا لمقياس سافير-سيمبسون إلى خمس فئات بناءً على سرعة الرياح وتأثيراتها، حيث تشمل:
الفئة الأولى: سرعة الرياح تتراوح بين 119 إلى 153 كم/ساعة، مما يسبب أضرارًا طفيفة للمباني والأشجار.
الفئة الثانية: سرعة الرياح بين 154 إلى 177 كم/ساعة، مما يؤدي إلى أضرار متوسطة في البنية التحتية.
الفئة الثالثة: سرعة الرياح تصل من 178 إلى 208 كم/ساعة، مما يتسبب في أضرار خطيرة للمرافق والبنية التحتية.
الفئة الرابعة: تتراوح سرعة الرياح بين 209 إلى 251 كم/ساعة، مما يؤدي إلى دمار واسع النطاق.
الفئة الخامسة: سرعة الرياح تتجاوز 252 كم/ساعة، حيث تُعتبر هذه الأعاصير الأكثر تدميرًا وتؤثر بشكل كبير على الأرواح والممتلكات.
تُعتبر الأعاصير من أخطر الكوارث الطبيعية، حيث تتسبب في أضرار شديدة عند وصولها إلى اليابسة، تترافق الأعاصير مع ارتفاع مستوى المياه الناتج عن العواصف، والذي قد يصل إلى ستة أمتار، مما يؤدي إلى فيضانات كارثية. كما تتسبب الأمطار الغزيرة في المزيد من الفيضانات والانهيارات الأرضية.
أقرأ أيضاً.. سكان ولاية فلوريدا الأميركية ينزحون هرباً من إعصار "ميلتون"
تاريخيًا، خلال هذا القرن، واجهت الولايات المتحدة العديد من الأعاصير المدمرة التي تركت آثاراً كبيرة على المناطق التي ضربتها.
ومن أعتى هذه الأعاصير التي ضربت سواحل الولايات المتحدة وبعض الدول المجاورة لها: كاترينا (2005)، ساندي (2012)، هارفي (2017)، ماريا (2017)، إيان (2022)
في ظل التغير المناخي، تزداد شدة الأعاصير وتكرارها، مما يجعل التحضير والتخطيط لمواجهة هذه الظواهر أمرًا بالغ الأهمية. تشير الأبحاث إلى أن ارتفاع درجات حرارة المحيطات يمكن أن يزيد من قوة الأعاصير.
أقرأ أيضاً.. إعصار "ميلتون" يشتد إلى الفئة القصوى مع تقدمه من فلوريدا
تُعد الأعاصير والعواصف المدارية تحديًا كبيرًا للبشرية، حيث تتطلب استجابة سريعة وفعالة لتقليل الخسائر في الأرواح والممتلكات. بينما يتجه العالم نحو مستقبل متغير بسبب التغير المناخي، تظل أهمية تطوير نظم إنذار مبكر وتحسين قدرات التحمل والتكيف واضحة.