الشارقة (الاتحاد)
وسط استحسان وإعجاب المئات من أبناء الجالية السودانية، تألق مبدعون ومثقفون سودانيون في عرض فنون الغناء السوداني، على مسرح مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، حيث نظمت المؤسسة محاضرة فنية بعنوان «الموسيقى السودانية.. الوحدة في التنوع» تخللتها نماذج أدائية، بصوت المطرب الشاب هاني عابدين ومشاركة كل من: سعد الدين الطيب (بيانو)، لؤي عبد العزيز (كمان)، وأشرف عوض (عود)، وأبو بكر عبد الوهاب (إيقاع)، فيما قدم الناقد مصعب الصاوي تعريفاً موسعاً عن كل لون من ألوان الغناء، بينما أدار المحاضرة د. راشد مصطفى بخيت.
حضر الأمسية د. فاطمة الصايغ عضو مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، وعدد كبير من أبناء الجالية السودانية والشخصيات الثقافية العربية وأصدقاء المؤسسة الذين تفاعلوا مع أنماط الموسيقى القادمة من عمق الأصالة والمليئة بالحس والشجن والنابعة من أعماق النفس، وهي تعبر عن صنوف الحياة اليومية من فرح وحزن وعمل وحب وشوق وغيرها من المواضيع المرتبطة بالحالات الإنسانية وتقلباتها.

  • جانب من الحضور

المحاضر مصعب الصاوي، الناقد الدرامي المتخصِّص والمنتج البرامجي في مجالات الاتِّصال المرئي والمسموع، ومعد ومقدم برنامج «أغاني وأغاني» بقناة النيل الأزرق، تنقل بين نُوتات الموسيقى والغناء في السودان، جذورها ومصادرها والمؤثِّرات التي عملت على تشكيلها نغماً وإيقاعاً، راصداً قوساً واسعاً من التنوع التراثي.
كما اشتملت المحاضرة على جملة من أشكال التعبير الغنائي التي تزاوج بين الفلكلور والموسيقى الحضرية، حيث عرِفت الحياة الفنيَّة الموسيقية في السودان التوثيق عبر الأسطوانات منذ عشرينايت القرن الماضي، وحتى تأسيس الإذاعة الوطنيَّة في عام 1940، وما أعقبها من نهضة وتحديث.

  • هاني عابدين يؤدي مقاطع من ألوان الغناء السوداني

ثم أطلق المغني الشاب هاني عابدين، العنان لحنجرته العذبة صادحاً بشوق مجروح أغنيات حاضرة في الذاكرة الشعبية، حيث رددها الجمهور معه وسط همس ناعم موحي ومعبر عن أنّات وشكوى المحبوب أو وصف حالات العشق. ومزج هاني بين الأغاني التراثية والموسيقى العصرية بأسلوب ذكي جذب شريحة واسعة من الشباب إلى مسرح مؤسسة العويس الثقافية.
في ختام الأمسية، قدمت الدكتورة فاطمة الصايغ، يرافقها إبراهيم الهاشمي، شهادات تقدير للمشاركين في الأمسية وعبّرت عن تقدير المؤسسة لهذا النوع الأصيل من الفن الذي يعكس وجهاً حضارياً من وجوه الثقافة العربية الغنية والمتنوعة، وتمنت المزيد من النجاح لهم، ثم التقطت الصور التذكارية التي توثق واحدة من أجمل الأنشطة الثقافية الفنية.