فاطمة عطفة (أبوظبي)
افتتح المجمع الثقافي، معرض «طريقة للبقاء، طريقة للحياة» للفنانة الجزائرية زينب سديرة، ويستمر المعرض حتى 8 مارس 2025، ويسلط الضوء على الممارسات السينمائية للفنانة سديرة، والممتدة من عام 2002 إلى عام 2022، حيث تتعمق أعمالها في موضوعات الهوية والذاكرة والثقافة والمقاومة، من خلال أفلام قصيرة عدة، أولها بعنوان: «الأحلام ليس لها عنوان» (2022)، وهو عرض سينمائي شامل يعكس حياة سديرة الشخصية وتاريخ السينما المناهضة للاستعمار في الجزائر في سياق مرحلة ما بعد الاستعمار والاندماج، وذلك باستخدام أسلوب السيرة الذاتية، إضافة إلى تجارب مهمة من حياتها الشخصية على خلفية السينما التجريبية الطليعية وسرديات الشتات.

والفيلم الثاني «اللغة الأم» (2002)، ويستخدم تنسيقا ثلاثي الشاشة، ليعرض حوارات مع ثلاثة أجيال من النساء: هي الفنانة زينب ووالدتها وابنتها، حيث يستطلع الفيلم كيفية تطور نقل الذاكرة نتيجة تحول اللغات عبر الأجيال، وهو يُعد واحداً من أكثر الأعمال التركيبية شهرة لسديرة.
والفيلم الثالث «ميز أون سين» (2019)، والذي يعيد تجميع لقطات من الأرشيف للأفلام المناهضة للاستعمار في الجزائر خلال ستينيات القرن الماضي، ويقدم سرداً جديداً للحظات التاريخية المحورية للجزائر، والروح التعاونية لصانعي الأفلام المناضلين، والفيلم بمثابة استعارة لتآكل الذاكرة وتحديات الحفاظ على الأرشيف.

تمزج أفلام سديرة، الحاصلة على تقدير دولي، بين الأرشيفي والتاريخ الشفهي ورواية القصص العميقة، بين التاريخ الرسمي والقصص الشخصية والعائلية، لتصوغ وجهات نظر دقيقة تتحدى الروايات الحالية وتعيد تفسيرها، وتقدم رؤى عميقة حول كل من المفاهيم الشخصية والسياسية.
يذكر أن زينب سديرة وُلدت عام 1963 لأبوين جزائريين، وتستكشف أعمالها موضوعات متجذرة في حياتها الشخصية، وتتناول قضايا عالمية أوسع نطاقاً تتعلق بالتحرر الثقافي وتعقيدات مسألة الشتات.