فاطمة عطفة (أبوظبي)
كاتب ينتحب على ماضٍ أليم عاشه، إبداعاته تاهت منه في طيات الحياة بعد أن تخلى عنها، كان قد خسر حبه الأول، الذي تنازل عنه، ثم تتعثر صداقته مع صحفي مولع بالكتابة، وهو شاب صاعد يتأمل الإحباط الذي يعيشه الكاتب ويخشى أن يصبح مثله.
هذه هي الأحداث الرئيسة التي يعتمد عليها العمل المسرحي، الذي قُدم مؤخراً على مسرح المجمع الثقافي بأبوظبي، تحت عنوان «احتراق شمعة»، من تأليف وإخراج أحمد عبدالله راشد، وبطولة عبدالله مسعود، عبدالله الخديم، خالد عبدالله عبد الرحمن، حمدان الهنداسي، والفنانة الأردنية مرام أبو الهيجاء.
عربية فصحى
قال الكاتب والمخرج أحمد عبدالله راشد، إن "اختيار اللغة العربية الفصحى لهذا العمل المسرحي، جاء نتيجة قدرتها على وصولها بسلاسة إلى أنحاء العالم العربي، كما أنها أبلغ وأسهل من اللهجات العامة. وقد قدمنا هذه التجربة بصورة مينودراما تعتمد على شخصية الكاتب كونه هو بطل العمل، وقد تم عرضها في جمهورية مقدونيا الشمالية وكان أمراً رائعاً، أيضاً تم عرضها في مدينة بتولا، وتمكنت من الوصول إلى الجماهير لأن بعض المصطلحات العربية مفهومة لدى بعض هذه الدول".
براعة الأداء
وأشار راشد إلى مهنية فريق العمل في تقديم هذا العرض المسرحي الجميل، فقد برع عبدالله مسعود في أداء شخصية، وعبدالله الخديم في دور الصحفي، وخالد الظنحاني في روح الكاتب العائد إلى الماضي، فيما قام حمدان الهنداسي بتقديم دور الشخص الذي اشترى إبداعات هذا الكاتب، ومرام أبو الهيجاء التي أدت هاجس أو وهج كما سميت بالاسمين في العمل. أما الإضاءة، فكانت لراشد عبدالله، وتركيب الصوت لطلال الهنداسي، وكل هؤلاء تمكنوا من تقديم العمل بشكل مبهر.
وأشار راشد إلى عنوان المسرحية، قائلا «إنها تمثل روح الكاتب وروح المثقف المبدع بصورة عامة، وعندما تنطفئ أو نطفئها نحن، تكون هذه نهاية إبداع وتألق».
حالة ضعف
من جانبه، أوضح الممثل عبدالله مسعود «أقدم شخصية الكاتب أيا كان توجهه أو نوع الكتابة الذي يكتبه، مبيناً أنه أدى الدور بصدق وإحساس، وعبّر عن حالة الضعف التي أصابت الكاتب، وهي حالة اجتماعية واقتصادية ومادية، والتي اضطرته إلى أن يبيع أفكاره، رغم أن الكتابة تعبر عن الروح فكيف يتخلى عنها؟! وعندما رجع إلى صوابه، قال لماذا بعتها؟! خاصة أن إبداعاته سوف تُنسب للشخص الذي اشتراها منه، ليترقى المشتري بكتابات غيره».
تجربة ملهمة
وقالت الفنانة مرام أبو الهيجاء، مدرسة مسرح أردنية «هذه تجربة ملهمة. فللمرة الأولى، أشارك في عمل مسرحي عربي خارج الأردن، مع فريق رائع ومخلص لأبي الفنون. وبالنسبة لي، هذه تجربة أفتخر وأعتز بها وقدمت فيها دوراً مميزاً يعبر عن مشاعر الحب التي دائماً ما تجذب الجمهور».