سعد عبد الراضي (أبوظبي)
أشاد عدد من الخبراء الإماراتيين المشاركين في أعمال النسخة الثانية عشرة من المؤتمر الخليجي للتراث والتاريخ الشفهي، بفعاليات نسخة هذا العام وتطلعاتهم في النسخ القادمة، حيث ثمنوا الجهد المبذول خلال يومي المؤتمر، الذي نظمته دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، تحت عنوان «التراث البحري الخليجي المشترك» في منارة السعديات.
في البداية، قال إبراهيم الجروان، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للفلك، وعضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك: النسخة الحالية كانت أكثر من ناجحة، وما نأمله من الجهات المعنية أن تأخذ بتوصيات المؤتمر، إضافة إلى إدراج هذه المعارف والعلوم التراثية في مناهج التعليم العام باعتبارها موروثاً ثقافياً علمياً وتاريخياً لأهل المنطقة، واستدامة هذه المعارف بتناقلها عبر الأجيال كونها تشكل جزءاً أساسياً من الهوية الخليجية.

وأضاف: شاركت بورقة عمل في إطار العلاقات التجارية البحرية في الخليج العربي بموضوع «الملاحة البحرية العربية لأهل الخليج وحسابات الدرور»، وشملت الورقة أهمية الرحلات البحرية لأهل المنطقة وأهدافها، كما تم التطرق للمسارات البحرية الرئيسية التي سلكها بحارة الخليج لتحقيق أهدافهم، وتطرق الحديث إلى «المرشدات الملاحية البحرية» التي تساعد الملاحين في أسفارهم، ومن بينها الأدوات التي يستعين بها الملاحون كالبوصلة والاسطرلاب والمنظار وآلة السدس وغيرها، ومرشدات كتابية من مؤلفات وأراجيز شعرية ومذكرات يومية «رحماني» تصف الدروب والمناطق والبحار وكذلك الدرور.
وتطرقنا إلى أنواع «الديرات» ومنها «ديرة الأخنان» أو دائرة النجوم التي يستدل بها الملاحون على اتجاهاتهم عبر مواقع النجوم، و«ديرة الدرور» وهي تقويم فلكي يقسم السنة إلى عشرات، كل عشرة منها تسمى «در» وتتميز بخصائص وملامح متشابهة. كما تطرقنا إلى النيروز العربي القديم الذي ذكره أحمد بن ماجد، ويبدأ مع طلوع نجم إكليل العقرب، ووصف خلاله مواسم السفر ومواسم هبوب الرياح الموسمية ومواعيد الضربات البحرية في بحر العرب، ثم فصلنا في «حساب سهيل» وهو تقويم الدرور الذي يعتمد على طلوع النجم سهيل والملامح الرئيسية لهذه الدرور والمواسم. وأخيراً تحدثنا عن المفهوم العلمي لحرمة النجوم، وما يقصد به طلوع النجم صباحاً في الأفق الشرقي أو سقوطه مساء في الأفق الغربي، أو اعتراضه فوق الأفق الجنوبي، وسمات الأنواء ومواسمها.

معارف مهمة
من جهته، قال الخبير سعيد السويدي: المؤتمر كان ناجحاً بمعنى الكلمة، المعلومات التي ذُكرت في الجلسات كانت ذات أهمية وإفادة كبيرة جداً، وقد شاركت في اليوم الأول ضمن جلسة الغوص على اللؤلؤ وتسويقه، وكانت جلستي بعنوان «دانة اللزيمة»، وكان محتوى الجلسة عبارة عن سرد قصصي مشوق عن دانة اللزيمة، وهي إحدى اللآلئ المشهورة في الإمارات، واتخذت هذا المسلك وهو السرد القصصي تيمناً بكبار السن وطريقة سردهم للتاريخ والمعلومات، فمدونو التاريخ الشفهي يهتمون بتدوين السرد التاريخي بطريقة مشوّقة، خصوصاً وأن المؤتمر معني بالتاريخ الشفهي.

وقال الباحث جمعة بن ثالث: المؤتمر كان متميزاً وشهد وفوداً من دول مجلس الخليج وحضوراً كبيراً من المعنيين والمهتمين بالتراث البحري، وخرجنا بتوصيات للمؤتمر القادم، ومن بينها  عرض مجسمات لبعض الأشياء مثل السفن وأدوات الصيد حتى يتعرف إليها الجمهور، كما تضمنت التوصيات دعوة طلاب المدارس للنسخ القادمة، لكي يتعرفوا إلى تراث الأجداد الذي يمثل هويتنا المحلية والخليجية.

حافز كبير
وقالت الباحثة والأديبة فاطمة المزروعي: المؤتمر كان مميزاً وكانت ورقتي عن إمارات الساحل المتصالح، حيث لعبت دوراً محورياً في التراث والتاريخ البحري لدول الخليج العربي قبل تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأضافت: كانت إمارات الساحل المتصالح قلب النشاط البحري في الخليج العربي قبل العصر الحديث، وساهمت بشكل مباشر في تشكيل التراث البحري والتاريخ الاقتصادي والثقافي لدول الخليج.

وقال الباحث مصطفى الفردان: شهد المؤتمر نجاحات كبيرة على المستويات كافة، وخاصة فيما يتعلق بالحضور الكبير للمعنيين والمختصين من دول الخليج، متمنياً أن يشهد المؤتمر القادم وقتاً أطول بحيث يصبح مثلاً ثلاثة أيام وأن تكون فيه فعاليات مصاحبة كالمعارض وغيرها، ومشاركة مجموعة أوسع من الحرفيين والمعنيين وأصحاب الورش وغيرهم من المختصين.

وأكد الباحث أحمد محمد آل علي أن المؤتمر كان مميزاً وناجحاً من جميع النواحي، وأن مشاركته كانت عن الأدوات التي كانت تستخدم في الصيد وأولها الشباك على مختلف أنواعها، وبعض الأدوات الأخرى التي كانت تستخدم لرفع الشراع، وكذلك الأدوات التي كان يستخدمها الغواص.