هزاع أبوالريش (أبوظبي)
«مسؤوليتي كفنانة تنطوي على توعية أفراد المجتمع بضرورة الحفاظ على الحياة الفطرية»، بهذه الكلمات تجسد الفنانة التشكيلية الشابة رؤى المدني، رؤيتها للمسؤولية التي تقع على عاتق المبدعين في رفع مستوى الوعي، خاصة وأنها قدمت أعمالاً فنية بارزة تعكس تفاصيل البيئة المحلية، وتحاكي جمالياتها، وما تحتضنه من كائنات متنوعة.

شغف الفن
تقول رؤى المدني: «بدأ شغفي بالفن منذ أن كنت طالبة في الجامعة، واستمر ليكون هوايتي في أوقات الفراغ، حيث بدأت برسم الطبيعة الصامتة، وركزت على جمال الورود والبيئة الطبيعية، ومن بعدها انتقل اهتمامي إلى رسم تفاصيل وجه الإنسان ورسم البورتريه بأدق التفاصيل وإبراز كل جزء فيه مثل الانعكاس بالعين والتفاصيل الدقيقة بالبشرة، إلى أن أصبحت محل تقدير من الفنانين ومحبي الفن من خلال منصات التواصل الاجتماعي». وأضافت: «بعدها انتقلت إلى الرسم بالألوان الزيتية، حيث امتازت لوحاتي بواقعيتها وكبر حجمها ودقة تفاصيلها وألوانها الزاهية التي باتت تضفي نوعاً من الحياة على لوحاتي الفنية».
ثروة بيئية
وتتابع المدني: «مسؤوليتي كفنانة تنطوي على توعية أفراد المجتمع بضرورة الحفاظ على الحياة الفطرية، باعتبارها ثروة بيئية للأجيال، فقد عكفت على عرض ما يرصده بصري من مخلوقات برية وبحرية، لاسيما الطيور بأنواعها، في محاولة لإظهار جمالها لتجعل الآخرين أكثر اهتماماً وحذراً في التعامل مع كائنات الحياة الفطرية، ودائماً تحمل أعمالي نوعاً من جرأة الألوان في رسومات تتضمن الحيوانات الأليفة والمفترسة أيضاً، ومنها التمساح الذي حاولت رسمه بمظهر مختلف وجميل، بهدف تغيير وجهة نظر الإنسان تجاهه، ومحاولة رؤية مثل هذه الحيوانات بعين المسؤولية والالتزام بقانون الرفق بالحيوان». 
تحدٍّ مثمر
تضيف المدني قائلة: «أما بالنسبة لمشاركتي في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية 2024، فتأتي للمرة الثالثة على التوالي، حيث قدمت هذه المرة أعمالاً فنية مختلفة متحدية نفسي بأعمال ربما تكون غريبة مثل عرض جماجم حيوانات، تقطن الوطن العربي، ومنها في أفريقيا، وهذا التحدي جاء بثماره، حيث أشاد الكثير بالأعمال المشاركة وجودتها، وتميّزها في المعرض، وكذلك قدمت أعمالاً زيتية لحيوانات متعددة في الوقت ذاته، حيث إن فكرة عرض الجماجم كمشاركة في المعرض هي عبارة عن محاولة لتغيير بعض المفاهيم التي ترسخت في أذهاننا حول بقايا الحيوانات والاشمئزاز منها، بحيث تسهم المشاركة في تغيير تلك النظرة، وأن تكون مثل هذه الجماجم عبارة عن تحف فنية تلهم المشاعر بجماليات الطبيعة». 
تجربة ثرية
تابعت رؤى المدني، قائلة: «مشاركتي في المعرض، تجربة ثرية للغاية، فقد أتاحت لي فرصة رائعة لعرض أعمالي الفنية أمام جمهور واسع ومتخصص من عشاق الفن والتراث والثقافة، كما أنني استفدت من التفاعل المباشر مع الزوار وتلقي آرائهم، مما ساعدني على تطوير رؤيتي الفنية، بالإضافة إلى أنها فرصة كبيرة للتواصل مع خبراء وفنانين آخرين، مما يسهم في توسيع دائرة معارفي وزيادة فرص التعاون المستقبلي».