أبوظبي (الاتحاد)
كشف متحف اللوفر أبوظبي عن مجموعة من القطع الفنية الجديدة المميزة المُعارة إلى المتحف، والتي يُعرض العديد منها لأول مرة في المنطقة، إضافة إلى أعمال استحوذ عليها مؤخراً. وستكون هذه الأعمال الفنية بمثابة تجارب جديدة ستجذب الزوار الذين يزورون المتحف لأول مرة، وكذلك أولئك الذين يرتادونه بانتظام، وهو ما يؤكد التزام المتحف بالكشف عن قصص الإنسانية والروابط المشتركة بين الثقافات.
في هذا الإطار، قال مانويل راباتيه، مدير متحف اللوفر أبوظبي: «انطلاقاً من مكانة اللوفر أبوظبي كأول متحف عالمي في العالم العربي، يلتزم المتحف بعرض مجموعة متنوعة وواسعة من الأعمال الفنية التي حصل عليها على سبيل الإعارة أو الاستحواذ من شتى أنحاء العالم، حيث تتمثل مهمتنا في تسليط الضوء على الروابط المشتركة التي يجسدها التاريخ الإنساني الثري والممتد عبر ثقافات مختلفة. كما يعمل المتحف على توسيع مجموعة مقتنياته الدائمة باستمرار من خلال تقديم أعمال فنية جديدة بانتظام، ليثري بذلك تجربة زواره. ونود أن نعرب عن تقديرنا العميق لكرم شركائنا الذي تجلّى في الدعم المُقدّم من وكالة متاحف فرنسا، وكذلك التعاون الوطيد مع مجموعة من المؤسسات الثقافية في جميع أنحاء العالم، وتلك عناصر بالغة الأهمية في إتاحة هذه الأعمال الفنية لزوار المتحف وعشاق الفنون في دولة الإمارات العربية المتحدة».
المقتنيات الجديدة
أبرز الأعمال الفنية التي حصل عليها المتحف على سبيل الاستحواذ هي:
- شمعدان من النحاس الأصفر مرصَّع بالذهب والفضة من العراق- الموصل يعود إلى حوالي عام 1275، وهو نموذج رائع للمشغولات المعدنية الإسلامية في العصور الوسطى. وتتجلّى في هذه القطعة الرائعة مهارة حرفية متميزة، وعناصر جمالية معقدة، وهو ما تميزت به تلك الفترة من مظاهر الترف والثراء الثقافي.
- ربعٌ مُجيَّب (إسطرلاب عربي رباعي كبير) به خطوط تشير إلى مواقيت الصلاة يعود إلى الفترة ما بين القرن الخامس عشر والقرن السادس عشر من المغرب أو سوريا، وهو عبارة عن أداة متطورة مُصممة لإجراء القياسات الفلكية والملاحة التي كان لها دور حاسم في ممارسة الشعائر الدينية من حيث تحديد أوقات الصلاة. وتُعد هذه القطعة برهاناً على ما كان سائداً خلال تلك الفترة من معرفة علمية متقدمة، ومهارة حرفية مذهلة.
- كرسي للملكة الأم ينتمي إلى إمبراطورية أشانتي في غانا في القرن التاسع عشر، ويجسد التراث الثري والبراعة الفنية لدى شعب أشانتي. ويسلّط هذا الكرسي، المصنوع من الخشب والمُزيَّن بالفضة، الضوء على ما كان لدى صُنّاعه من اهتمام بالتفاصيل. كما يبرز هذا الكرسي ما تحظى به الملكة الأم من مكانة رفيعة ودور مهم في الحكم باعتبارها قائدة لمجتمعها، وهو ما يعطينا فكرة عن التركيبة الاجتماعية والتقاليد الفنية في غانا في القرن التاسع عشر.
الأعمال المُعارة
عزز المتحف مجموعة مقتنياته عبر إضافة مجموعة من القطع المميزة المُعارة من المتاحف والمؤسسات الثقافية الشريكة. وقد ساهم متحف اللوفر بشكل كبير في عملية الإعارة الأخيرة بمجموعة أعمال رائعة جديدة معروضة حالياً في قاعات عرض المتحف. وتُعد لوحة «فيلسوف في حالة تأمّل» التي أبدعها الفنان رامبرانت فان راين (لايدن 1606 - أمستردام 1669) ولوحة «مصوّر شاب يَبْري قلمه الرصاص» للفنان جان باتيست سيميون شاردين (باريس 1699 - 1779)، المُقدمتَان إلى المتحف على سبيل الإعارة من قسم اللوحات في متحف اللوفر، بمثابة تجسيد للجوانب المميزة للفكر الفني والفكر الفلسفي. وتجسد لوحة رامبرانت، التي رسمها عام 1632، عمق التأمل الذاتي البشري من خلال التفاعل المثير بين الضوء والظل، وهو ما يرمز إلى التنوير الذي ينبع من التأمل العميق. بينما تجسّد لوحة جان باتيست سيميون شاردين، على الجانب الآخر، لحظة من الإعداد المُركَّز في جو هادئ يتّسم بالعمق، حيث تسلط الضوء على التفاني والمهارة الفنية التي تتطلبها ممارسة الفن. يُذكر أن القطع الرئيسية المُقدّمة إلى المتحف على سبيل الإعارة تضم أيضاً تمثالاً ضخماً لإيزيس من قسم الآثار اليونانية، والإترورية والرومانية، وتمثال عطارد من قسم المنحوتات في متحف اللوفر. ويزيّن هذان التمثالان ردهات المتحف لتعزيز مساحاته بشكل أفضل موجِّهَين الدعوة إلى الزوار لتأمل جمال هذه الأعمال الفنية وأهميتها. ويمثل تمثال إيزيس الضخم (117-138 في عهد الإمبراطور هادريان)، وهو تمثال ضخم من الرخام الأسود لإلهة الأمومة القوية، النسيج الثقافي والنسيج الديني الثري لمصر القديمة. كما أن التمثال كبير الحجم ويتميز بتفاصيل معقدة، وهو ما يجعله تجسيداً لبراعة حرفية استثنائية.
لأول مرة
خلال دورة الأعمال الفنية الجديدة التي ستبدأ في وقت لاحق هذا العام، سيكشف اللوفر أبوظبي عن مجموعة من الروائع الفنية الأخرى التي حصل عليها عن طريق الاستحواذ أو الإعارة والتي تضم أعمالاً قديمة، وحديثة، ومعاصرة من جميع أنحاء العالم. وستشمل أبرز القطع التي استحوذ عليها المتحف طَبَقاً من الخزف الإسباني المغربي مُزيّناً بزخارف زرقاء لامعة (حوالي 1456 - 1461) من فالنسيا، وطبقاً مستديراً مطلياً بالمينا من مدينة ليموج عليه رسم يصور معاقبة نيوبي على يد ديانا وأبولو (القرن السادس عشر)، وهو من تصميم الفنان بيير كورتوا الذي أكمله بعد الفنان جوليو رومانو.
من أبرز الأعمال الفنية الإسلامية الرائعة التي ستنضم أيضاً إلى المتحف علبة مجوهرات المغيرة، وهي مُعارة من قسم الفنون الإسلامية في متحف اللوفر في باريس. وسيتم عرض هذه العلبة العاجية الرائعة لأول مرة في متحف اللوفر أبوظبي، وقد صُنعت تلك العلبة في مدينة الزهراء في إسبانيا عام 968م، ويُعد خروج هذه القطعة من متحف اللوفر بمثابة لحظة تاريخية، وهو ما يمنح الزوار في دولة الإمارات العربية المتحدة الفرصة لتقدير البراعة والإتقان اللذين تطَلَّبهما صنعها بذلك الشكل المتقن، وكذلك أهميتها التاريخية.
تمثال عطارد
وكان قد تم اكتشاف جسم التمثال منفصلاً عن رأسه، حيث اشتراه البابا بندِكت الرابع عشر عام 1753، ثم جرى اكتشاف الرأس عام 1726 في هادريانا ليتم في النهاية جمع الرأس مع جسم التمثال عام 1815. ويُعد تمثال عطارد أحد أهم أعمال النحت الخاصة في القرن الثامن عشر، وكان قد تم نحت هذا التمثال لصالح المراقب العامّ للشؤون المالية في عهد لويس الخامس عشر الذي أراد أن يستعمله في تزيين قاعة عرض في منزله في باريس، لكنه تُوفِّي قبل أن يكتمل العمل على التمثال. ويُذكر أن هذا التمثال يعكس واجبات الوزير، حيث يُعد عطارد بمثابة رمز للتجارة التي تمثل جانباً رئيسياً من مسؤولياته خلال تلك الحقبة، وهو ما يجعله عرضاً مثيراً للاهتمام يشير إلى تاريخ حافل. وقد استقبل متحف اللوفر أبوظبي أيضاً تمثالاً برونزياً صغيراً مطلياً بالفضة على سبيل الإعارة من متحف اللوفر اسمه وفاة أيلي (1800 - 1900) للنحات الفرنسي جان فرانسوا تيودور جيشتر (1796 - 1844).