أبوظبي (الاتحاد)
نظم الأرشيف والمكتبة الوطنية، ضمن برنامج الموسم الثقافي 2024، سلسلة من ورش العمل والورش التدريبية المتخصصة في جمع الأرشيف الخاص وحفظه، وفي فن ترميم المقتنيات الأرشيفية، وقد استفاد منها أكثر من 140 مشاركاً من جهات مختلفة، وذلك بهدف توعية الجمهور بأهمية حفظ الوثائق في الظروف المناسبة لكي تظل جزءاً من ذاكرة الوطن، وفي حال بدا على الوثيقة التلف يجب عدم التخلص منها، بل حفظها والاستعانة بمركز الحفظ والترميم التابع للأرشيف والمكتبة الوطنية.
ويتطلع الأرشيف والمكتبة الوطنية، عبر هذه الفعاليات، إلى إبراز دوره في حفظ وترميم الوثائق التي تمثل ذاكرة الوطن، وتشجيع الأجيال القادمة على اكتساب الخبرات في هذا المجال وتطويرها.
ومن ضمن هذه الفعاليات الورشة التدريبية لطلبة المدارس، وفيها قدمت الأستاذة شيخة القحطاني، رئيس قسم الحفظ والترميم للمشاركين، محاضرة توعية عن صيانة الوثائق والمخطوطات وترميمها ورقمنتها، حيث عرفتهم بالدور الذي يؤديه الأرشيف والمكتبة الوطنية على صعيد حفظ ذاكرة الوطن، ثم تطرقت إلى أهم عوامل التلف التي قد تتعرض لها المواد الأرشيفية التي لا تحفظ بشكل صحيح، وأساليب صيانة الوثائق وترميمها، ودور الأرشيف والمكتبة الوطنية في ذلك.
كما سلطت الضوء على المخازن المخصصة لهذا الغرض، وعلى الكوادر الفنية المتخصصة والتجهيزات الفنية ذات الكفاءة العالية التي يمتلكها الأرشيف والمكتبة الوطنية.
وتأكيداً على ما قدمته المحاضرة من معلومات نظرية، جاء الجانب العملي في الورشة التدريبية، ليعرض للطلبة فنيات الترميم. وقد أشرف على هذا الجانب من الورشة خبراء الترميم الذين عرفوا الطلبة بمبادئ ترميم الوثائق والأرشيف والأجهزة الفنية المتطورة المتوفرة لهذا الغرض.
ندوات متنوعة
ضمن ندوات الموسم الثقافي أيضاً، استضاف مركز الحفظ والترميم التابع للأرشيف والمكتبة الوطنية عدداً كبيراً من الموظفين في الجهات الحكومية، حيث تابعوا محاضرة بعنوان: «الأرشيف الخاص.. الحفظ العلاجي والوقائي للمخطوطات والوثائق» قدمتها الأستاذة شيخة القحطاني، رئيس قسم الحفظ والترميم في الأرشيف والمكتبة الوطنية أكدت فيها أهمية الأرشيفات الخاصة المحفوظة لدى أفراد المجتمع، وضرورة حفظها لما توثقه من حقائق تاريخية تثري ذاكرة الوطن، وأهميتها في ترسيخ الهوية الوطنية.
وقد عرّفت المشاركين بدور الأرشيف والمكتبة الوطنية في حفظ ذاكرة الوطن، ثم تحوّلت إلى عوامل التلف التي تتعرض لها الوثائق الخاصة التي لا تُحفظ بشكل صحيح، ثم استعرضت مميزات حفظ الأرشيف الخاص ذي القيمة الوطنية في الأرشيف والمكتبة الوطنية، وتطرقت إلى الآلية التي سيتم اتباعها في صيانة تلك الوثائق الخاصة وترميمها وحفظها، وأطلعت المشاركين على ما تمتاز به المخازن التي خصصها الأرشيف والمكتبة الوطنية لحفظ الوثائق التاريخية، والكوادر الفنية المتخصصة بالحفظ والترميم والتجهيزات الفنية لدى الأرشيف والمكتبة الوطنية.
وقام المشاركون بجولة في مختبر الحفظ والترميم، تعرفوا فيها على التجهيزات الحديثة والمتطورة التي تستخدم في الترميم، واطلعوا على جوانب من فنيّات وآليات الترميم، وعمل المختصين والخبراء.
يذكر أنه في سبيل الارتقاء بحفظ ذاكرة الوطن وإتاحتها، فإن الأرشيف والمكتبة الوطنية، وبالتعاون مع جامعة السوربون أبوظبي، يعمل على تأهيل الشباب، علمياً وعملياً في تخصص الشهادة المهنية، وبرنامجي البكالوريوس والماجستير في إدارة الوثائق وعلوم الأرشيف.