أحمد عاطف (القاهرة)

منذ العام 1980، وريشته ترسم جماليات حياة الأحياء الشعبية اليومية في مصر، بأسلوب فريد، يمزج التشكيلي فارس أحمد فارس بين عدة ألوان، ليصنع حالة من البهجة في اللوحات. انجذب منذ بداية مسيرته التشكيلية إلى التراث الشعبي المصري، وجد فيه ثراءً بلا حدود من الألوان والرموز، خاصة أجواء الاحتفالات التقليدية مثل الموالد والكرنفالات الشعبية التي كانت دائماً مصدر إلهام له.
يقول فارس لـ«الاتحاد» إن تلك الأجواء، من الزحام، الأعلام الملونة، وحلقات الذكر، أمور جذبته وشجعته على تحويل هذه المشاهد إلى أعمال فنية، تعكس هذا الجمال الشعبي، وهو ما ترجمه في أعماله التي تعود للعام 1995.
تأثرت أعمال فارس كثيراً بالبيئة المحيطة التي يتعامل معها يومياً وكانت المصدر الرئيس لإلهامه، هناك القاهرة القديمة، منطقة الأزهر والمشهد الحسيني، وكذلك الريف والإسكندرية والأقصر وأسوان.
يرى أن لكل مكان في مصر جمالياته الخاصة التي تلهمه، مثل ألوان الطبيعة، سطوع الشمس، وتنوع الأزياء التقليدية والموتيفات المنتشرة على جدران المنازل في الأحياء الشعبية، تعبر عن تلقائية وبساطة الحياة، وأيضاً جمالها مثل السمكة والكف والعين والزهور، واندمجت تلك العناصر في مخيلته لتضفي على أعماله تنوعاً وثراءً نادراً وبهجة لا مثيل لها من الصعب أن تجتمع دون المشاهدة الكثيفة.
تجمع أعمال فارس بين فن النحت والتصوير والحفر، يقول عن ذلك: «كل شكل من أشكال الفن يكمل الآخر، أحب أن أمزج بينها لأصنع معزوفة جمالية تعكس رؤيتي الخاصة، هذا الامتزاج يتيح لي استكشاف أبعاد جديدة في التعبير الفني، ويضيف لعملي عمقاً يعبر عن مشاعري وأفكاري بشكل أفضل».
العديد من لوحاته تحمل لمسات عصرية، ويحاول التشكيلي المصري صنع التوازن بين الأصالة والمعاصرة، ويصفه بالتحدي بأن يظل وفياً للجذور والتراث وفي نفس الوقت أن تعكس الأعمال الروح العصرية، يؤمن بأن الفن ليس مجرد تقليد للواقع، بل وسيلة لخلق واقع جمالي جديد، يثير حواس المشاهد ويجعله يرى الأمور من زاوية مختلفة.