عندما أراد الفنان الإماراتي ناصر نصر الله أن يرسم أحلامه، في روح الأشياء اليومية، اختار أسماءها في الظل البعيد تاركاً النور للرائي.
كلما نشاهد الكائنات تتوالى في الفضاء الحيّ تستوقفنا اللحظة المارة من هنا بأننا طفولة ممتدة على الأرض، يسعها فضول السؤال نحو وجدانية المخيال.
ماذا لو امتدت في أجسادنا أغصان، وفي أوراقها تنمو حمامة، ماذا لو أصبحت الأسماك تسبح في المجرة؟! لمن البحر؟ الزرقة الغارقة في عيون الأجداد. المجهول المتربع بدفئه على أحضان الأمهات، هكذا يستشعرها طفل الساحل، أما طفولة الصحراء فواضحة كالشمس.
يرسم الفنان ناصر نصر الله حواراً مع الأشياء اليومية، يجعلها تنمو في عالمٍ موازٍ، تختارُ صفاتها،  هيئتها، رغباتها الخاصة، وهو بذلك يمنح للطفولة طفولتها، ولطفولتها طفولة.. وهكذا دواليك.
وفي كل تكرار تكمن لحظة طفولية غارقة في العفوية الصرفة، تتهادى فيها كائنات الأشياء اليومية، مصائرها الجديدة، حكاياتها، وهنا، لا بد للسرد أن ينسل من المساحات البينية، متجاوزاً أطر التجليات البصرية باتجاه المعنى.