محمد نجيم (الرباط)

ضمن فعالياته الفنية، افتتح بمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط، معرض «مذكرات سفر» الذي يقدم لزواره بعض الأعمال الفنية لأربعة من مشاهير الحداثة المعاصرة في مدينة نيويورك الأميركية.
هؤلاء الأربعة يتقاسمون رؤية فنية واحدة للتعبير عن المشهد الفني الأميركي وفلسفته خلال عقود مضت، هؤلاء الأربعة هم: هيلين ماردن، وبريس ماردن، وفرانشيسكو كليمنتي، وجوليان شنابل. ولوحات هؤلاء تُعرض لأول مرة بالمغرب بعد عرضها في عدد من دول العالم. في كلمته الافتتاحية، قال الفنان مهدي قطبي، رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف «إن متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر يستضيف هذا المعرض الاستثنائي لأول مرة في المغرب، والذي يجمع بين أربع شخصيات رئيسة في المشهد الفني المعاصر في نيويورك، وإن هؤلاء الفنانين لديهم خلفية غنية، بالنظر لأنهم عاصروا بعض المشاهير والنجوم من قبيل: بوب ديلان، وأورنيت كولمان، وأندي وارهول، وألين جينسبيرج، وغيرهم من الفنانين، مما خلق ذلك التنوع في التأثيرات، وهو ما نراه في إبداعاتهم المشبعة برؤية فريدة وحساسية عميقة، بحيث استكشفوا مسارات جديدة، ودفعوا حدود التعبير، كما ساعدوا في إعادة تعريف المشهد الفني الأميركي المعاصر».
حوار ثري
الأعمال المعروضة، تكشف عن الإلهام المختلف المستمد من رحلاتهم، وهم يحتفلون معاً بالفن باعتباره استكشافاً لا نهاية له للإبداع، من خلال اتصال مشترك يعزز حواراً ثرياً. وفي هذا المعرض يقف الزائر متأملاً لوحات هؤلاء، منهم الفنان فرانشيسكو كليمنتي، التي استلهمها من سنواته التي قضاها في الهند. وتجمع لغته البصرية بين شعارات ورموز التقاليد الصوفية من الشرق والغرب، وقد عزز عمل كليمنتي العودة إلى الرسم قبل نصف قرن عندما تم الإعلان عن موت الرسم. وبعد انتقاله إلى نيويورك في ثمانينيات القرن العشرين كان كليمنتي رائداً بين مشاهير جيله، مع أسلوب حياته التي يطبعها الزهد، ليقدم صورة الفنان المنخرط عالمياً من خلال استكشاف الهوية والروحانية والأساطير في أعماله، إن لوحات كليمنتي، كما ورد في كتيب المعرض، غنية بالرموز والدلالات والأيقونات المستوحاة من رحلاته العديدة إلى أفغانستان والصين والبرازيل وشمال أفريقيا ومنطقة البحر الكاريبي. ويمزج برايس ماردن الخبير في الإيماءات والخط واللون بين التعبيرية والتجريدية وإيماءة الخط في أعماله، وهو يجرب تقنيات مختلفة مستمدة من رحلاته العديدة.
التعبيرية المجردة
أما هيلين ماردن فنراها تستمد إلهامها من الطبيعة والعناصر العضوية مثل الصدف والريش لإبداع أشكال وتحف فنية تمزج فيها مجموعة من الألوان النابضة بالحياة التي تشير إلى نمط عيشها ورحلاتها، مما يبت بعداً جديداً في التعبيرية المجردة، أما جوليان شنابل، فهو فنان متعدد الأوجه بأسلوبه الجريء واستخدامه للمواد المتنوعة، بما في ذلك الألواح المكسورة، وغير هذا من المواد كلغة جمالية لإيصال خطابه الذي يستمده من عيش الإنسان المعاصر في المدن الكبرى ومن الحياة اليومية التي يغلب عليها طابع الاستهلاك والاغتراب.