شعبان بلال (القاهرة)

بالحروف والكلمات، والريشة واللوحات، يستعرض التشكيلي السوري بشير بشير، الصراع الأزلي بين الخير والشر، في معرضه «ألف ليلة وليلة»، كما تجسدت في حكايات شهريار وشهرزاد بأسلوب فني مميز من حيث الموضوع وأسلوب العرض.
فكرة بشير-  كما يقول لـ«الاتحاد»- هي تجسيد الصراع بأسلوب التعبيرية الواقعية عبر دمج الخيل والفارس والعناصر البشرية والنباتية والبناء الإسلامي في اللوحات، بما يعبر عن الثراء الثقافي والتاريخي للحكايات ويسلط الضوء على تفاصيل معقدة وملهمة.
اعتمد الفنان في هذا المعرض على تجديد الحروف العربية لتكون أكثر وضوحاً وتعبيراً، مما يمكّن المشاهد من قراءة الفكرة المتضمنة في كل لوحة بسهولة، كما حرص على استخدام ألوان جريئة وغير تقليدية، مثل الأحمر والأخضر والبرتقالي، لابتكار تباينات بصرية مميزة تجذب العين وتثير التفكير.
التجديد في عناصر الحروف والتكوينات الهندسية، لم يكن الوحيد الذي يميز المعرض، بل أضاف بشير عمقاً من خلال التشكيلات المعمارية الإسلامية التي تبرز في خلفيات اللوحات، مما يعطي بُعداً تاريخياً وثقافياً ثرياً.
وتتضمن أغلى لوحات بالمعرض، عناصر مشتركة مثل الخيل والفارس، تظهر بأشكال مختلفة في كل لوحة عن الأخرى، محاطة بعناصر نباتية وزخارف إسلامية، وتعكس رحلة البحث عن الحقيقة والمواجهة بين النور والظلام.
ويهتم التشكيلي السوري كثيراً بالألوان لذلك يجعل في لوحاته تداخلات حادة وناعمة تعكس التوتر والانسجام في آن واحد.
وتختلف مجموعة «ألف ليلة وليلة» عن الأعمال السابقة لبشير، فهو يؤمن بأهمية التجديد المستمر في العمل الفني وتطوير أفكاره وأعماله، ويولي اهتماماً خاصاً بالتوازن البصري، لذلك فإن كل معرض يكون مختلفاً تماماً عن سابقه.
ويختتم بشير بشير قائلاً: «اللوحات ليست مجرد استعراض فني، بل مجموعة متكاملة تأخذ المشاهد في رحلة بصرية تجمع بين التاريخ والحاضر، وتأمل في مستقبل يزخر بالإبداع والتجديد».