محمد نجيم (الرباط)
تعبّر أعمال الفنان التشكيلي المغربي عبد الكريم الأزهر عن نظرة إنسان يعيش قلق الحياة المعاصرة وعزلته المخيفة، وانكساره وضعفه أمام يشهده العالم من تحولات. إنسان الفنان عبد الكريم الأزهر، مرسوم بملامح تدعو المتلقّي إلى طرح أسئلة وجودية وفلسفية، إذ يحاول الفنان الغوص في أعماق الروح البشرية بخطوط وألوان يغلب عليها السواد الذي يشير إلى التشظي، كما أنها لوحات مفتوحة على أكثر من سؤال وتأويل.
في معرضه «وجوه» المنظم حديثاً في مدينة طنجة، يقدم الفنان الأزهر لوحاته وسردياته البصرية بخليط من الألوان والأشكال والمساحات التي تحدث هزة جمالية في المتلقي، وتشعره بأنه أمام ذاته الهاربة، وهي محملة بعددٍ من الرموز والمعاني.
عن أعمال هذا الفنان الأزهر، يقول الناقد عبد اللطيف الوراري في كتيب المعرض: «تقترب (وجوه) عبد الكريم الأزهر، في مستواها التعبيري الأعمق، من منحوتات السويسري ألبرتو جياكوميتي النحيلة، التي تتآكل روحها من الداخل إلى درجة أن تصدأ، وتٌكبّ على وجهها في طُرق مجهولة لا نهاية لها، لأنها هي بدورها تُصوّر هشاشة الكائن الإنساني وعزلته..».. ويضيف: «لا أريد أن أقول إنّ هذه الوجوه هي أقنعة عبد الكريم الأزهر، على غرار ما قيل إن المنحوتات كانت تشبه جياكوميتي وتستلهم سيرة حياته، لكن على الأقلّ جعل من تعابير وجوهه وأوضاعها الغريبة استعارات حية ورموزاً مثيرة توحي بالمأزق الروحي والأخلاقي، الذي يعيشه الإنسان ويتحمل ويلاته، بقدر ما تمثل في حدّ ذاتها مُنبِّهات ميتافيزيقية تتداعى لتشمل وجوده وشرطه الأرضي ككل».