هزاع أبوالريش (أبوظبي)
اختتمت جمعية أبوظبي للفنون الشعبية والمسرح، عرض نتاج ورشة إعداد الممثل، وسط حضور جماهيري ومشاركين لديهم الطاقة والقدرة على تقديم مجموعة من الأعمال الملهمة التي قد نشاهدها خلال الفترة القادمة، حيث قدمت الورشة نخبة من الأكاديميين المتخصصين في مجال التمثيل والإخراج المسرحي، ما أعطى أجواءً حماسية تفاعلية رائعة، وروح مفعمة بالإبداع والنشاط والحيوية.
استدامة مسرحية
قال أحمد القبيسي، رئيس مجلس إدارة جمعية أبوظبي للفنون الشعبية والمسرح، إن الجمعية تسعى إلى المساهمة في تحقيق الأجندة الثقافية لإمارة أبوظبي من خلال رؤيتها، وهي استدامة الفنون الشعبية والفنون المسرحية في الإمارة، من خلال استراتيجية واضحة تدعم القطاعين (الفنون الشعبية والفنون المسرحية)، لافتاً إلى دور الجمعية وتأثير المسرح التثقيفي في المجتمع، وعليه كان لزاماً علينا العمل على تأسيس جيل من الشباب وإنتاج ورش مسرحية لرفد أعضاء جدد في قطاع المسرح، فبدون جيل الشباب لن يكون لدينا استدامة، لذا تم العمل على تأسيس قسم للمسرح بقيادة الأكاديمي سعيد الزعابي، وتم العمل على تأسيس ورش مسرحية بشكل سنوي، وقد ضمت الورشة الأخيرة 20 متدرباً واستمرت لمدة شهرين، وفي ختام الورشة تم تقديم عرض مسرحي، بحضور ضيوف من الفنانين المسرحيين في إمارة أبوظبي.
أصبحت واقعاً
وأكد سعيد الزعابي، رئيس قسم المسرح في الجمعية، أن تأسيس فرقة مسرحية في الجمعية كان عبارة عن فكرة، ولكنها اليوم أصبحت واقعاً، وكانت البداية في العمل على تأسيس العديد من الورش المسرحية لإعداد الممثل بالاستعانة بمدربين أكاديميين لرفد مسرح الجمعية بممثلين يتم تأسيسهم بشكل جيد، ومن ثم ضم أفراد الورش كأعضاء للفرقة المسرحية في الجمعية، واليوم نحن على استعداد للمشاركة في المهرجانات المسرحية سواء داخل الدولة أو خارجها، وستكون الانطلاقة بمهرجان دبي لمسرح الشباب المقبل، حيث تم تقديم ملف المشاركة وفي انتظار الرد من إدارة المهرجان.
وحول ورشة «إعداد الممثل» المسرحية، فقد تم الاستعانة بالأكاديمي التونسي د. عبد الحكيم صويد، مدرباً للورشة، وبمساعدة الكاتب المسرحي الإماراتي عبد الله السعد، وتم العمل على التدريبات المسرحية مثل الصوت والإلقاء والتعبير الجسدي والارتجال والحركة المسرحية ومخارج الحروف والإحساس.
تجربة ثرية
وقالت أحلام النخلاني المشاركة في الورشة تجربتي وحضوري في ورشة إعداد الممثل المسرحي ثرية وغنية، فقد جعلتني أتعرف على نفسي أكثر، وعلى معنى المسرح وكيف يعيش الإنسان بإحساسه ليبرزه بالشكل المتقن والصحيح الذي يستحقه الجمهور، مشيرة إلى أن هناك عدة وسائل لمعرفة الإنسان لنفسه وجوانبه المختلفة، حيث يعتبر فهم الشخصية والنص والإمساك بالدور المسرحي نصاً وفكراً وإحساساً، من أهم مبادئ التمثيل.
وأوضح أحمد الحارثي المشارك في الورشة، استفدنا من الورشة في كيفية توظيف طاقة الجسم وتحويلها لأحاسيس تنعكس على أدائنا، كما تعلمنا طريقة السرد والتحكم في الصوت وطريقة توظيفه كذلك، متمنياً أن تستمر هذه الورش لتكون إضافة للمشاركين من الشباب، وإثراء للحركة المسرحية ككل.
هدف واحد
كما أوضحت مريم إبراهيم، إحدى المشاركات في الورشة المسرحية، قائلة: من خلال هذه الورشة تعلّمت كيفية إعطاء الأساسيات حقها، والوقوف على أرضية ثابتة وصلبة، تمكننا من الإبداع والابتكار بكل حرية ومرونة، حيث إن ارتكاز الممثل على أساسيات المسرح يمنحه الأمان والثقة، ويسمح لبصمته الفنية الخاصة وإحساسه الحقيقي بالخروج على السطح، وتنمية مهارات الممثل من ناحية الحركة على المسرح وطريقة الأداء أو الإلقاء، لنكون جميعنا منسجمين ومتكاملين ومتفقين على هدف واحد، وهو نجاح النص المسرحي.
وتوافقت معها، تيما أبو صعب، قائلة: الورشة كانت نقلة نوعية في بدايتي الفنية، تعلمنا الدمج بين السرد والأداء المعبر والتمييز بين الطاقة والإحساس، وأتمنى أن تكون الورشة بداية لصقل المواهب الشابة.
أساسيات
قال الدكتور عبدالحكيم صويد، المشرف على الورشة «تأتي هذه الورشة في سياق استراتيجية كاملة لتفعيل مسار المسرح في جمعية أبوظبي للفنون الشعبية والمسرح، فكانت الورشة في فن التمثيل، موجهة في الأساس للشباب من مواطنين ومقيمين، لخوض غمار هذه التجربة وليكونوا اللبنة الأولى للفرقة المسرحية بالجمعية، مؤكداً أن الورشة اهتمت بأساسيات فن الممثل وكيفية التحول من مفهوم الشخص إلى مفهوم الشخصية، والتركيز على السرد والمحاكاة.