أبوظبي (الاتحاد)

ضمن مشروع «كلمة» للترجمة، أصدر مركز أبوظبي للغة العربية، الترجمة العربية لرواية «الدمار»، للكاتب التشيكي الشاب ستانيسلاف بيلر، ونقلها إلى العربية المترجم المصري الدكتور عمرو شطوري، وكانت هذه الرواية قد حصلت على جائزة «ماجنيسيا ليتيرا» الأدبية المرموقة لعام 2022، التي تمنحها جمعية الأدب التشيكي كل عام لأفضل عمل أدبي.
تقع أحداث رواية «الدمار» في قرية من أقصى الريف التشيكي الذي يتميّز بطبيعةٍ خلَّابة تَسلب الألباب، وتدور حول علاقة المُعلّم، بطل الرواية، بهذه القرية وشكل العلاقات الاجتماعية والأُسَرية في الريف ومدى تأثّرها بالثورة الصناعية والتطوُّر التقني، وهل سيجد المعلِّم التَّرحابَ الكافي في القرية ليقوم بدَوْره المَنُوط به كما كان يتوقَّع.
وتستعرض الرواية رحلة المعلّم الذي ذهب إلى الريف ليعمل مدرّساً لكنه لم يجد فيه الهدوء المنشود الذي لطالما بحث عنه في المدينة، بل وجد الفوضى، وبدلاً من الحياة وجد الموت، فالطبيعة في الريف أصابها الدمار وجفّت الآبار وذبلت الغابات ومات الزرع في الحقول، ويرجع كل هذا إلى وجود مصنع في المنطقة، مما سبب دمارها.
كان الناس يرون الحقيقة بارزة أمامهم، لكنهم يخشون أن يفقدوا الوظائف والمميّزات التي يقدّمها لهم هذا المصنع، فيتمتمون بكلمات غير مفهومة ويسوقون مبرّرات غير مقنعة لما أصاب القرية من دمار، فصارت شخصيات الرواية تُكرّر عبارات لا معنى لها وتبدو كأنها روبوتات سيّئة البرمجة، فما المرض الذي تُعانيه هذه الشخصيات؟ يعتقد «المعلّم أن المرض الذي أصاب كل شيء هو أزمة العقلانية، أزمة معنى الأحداث والحياة في حدّ ذاتها، لكن عند وصوله إلى القرية، أصبح كل تصرّف من تصرّفاته منتقدً، وكل حركة من حركاته مراقبة، ما أفقده ثقته بنفسه وجعله يعاني الارتباك والتخبّط وفقدان التوازن، ونرى هذا في الترتيب العشوائي لفصول الرواية، فأرقام الفصول غير مسلسلة، ولكنها عشوائية وغير مرتّبة».