هزاع أبوالريش وفاطمة عطفة (أبوظبي)
أكد فنانون ومسرحيون أن اختيار يوم الثاني من يوليو من كل عام يوماً للمسرح الإماراتي، يجعله مناسبة عزيزة على قلوبهم، نظراً لأنه يوم ميلاد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حيث أقرت الجمعية العمومية لجمعية المسرحيين الإماراتية خلال اجتماعها الأخير «اليوم الإماراتي للمسرح»، واختاروا مناسبة عزيزة على قلوبهم وهي تاريخ يوم ميلاد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لتكون موعداً لليوم الإماراتي للمسرح، تيمناً برمزية هذا التاريخ الذي اعتبروه ميلاداً حقيقياً للمسرح في الإمارات، وعرفاناً بدعم ورعاية وعناية صاحب السمو حاكم الشارقة بالمسرح في الإمارات.  

بداية، يقول الفنان أحمد الجسمي، نائب رئيس جمعية المسرحيين بالدولة، رئيس مجلس إدارة مسرح الشارقة الوطني: جرت العادة إن الدول تحتفي بيوم المسرح العالمي، الذي يصادف 27 مارس من كل عام، وخلال هذا اليوم تحتفي الدول بمبدعيها،  تقديراً لدورهم في المجال المسرحي، بالإضافة إلى ذلك هناك يوم المسرح العربي الذي ترعاه الهيئة العربية للمسرح، ويرأسها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وأمينها  العام إسماعيل عبدالله، وفي كل عام منذ 12 سنة يقام هذا المهرجان العربي للمسرح في عاصمة عربية، ومن هذه العاصمة يتم اختيار مسرحي كبير لإلقاء كلمة في هذا اليوم.  وفي فترة تفشي فيروس كورونا تأثرت الجهود المبذولة لخدمة المسرح العربي، وتراجعت الكثير من الدول العربية عن الاحتفاء بالمسرح العربي، وارتأت أن تخصصت الاحتفاء بالمسرح الوطني، مثل اليوم الوطني للمسرح التونسي، ويوم المسرح العراقي.. إلخ.
وتابع الجسمي: هذا ما جعل مجلس إدارة جمعية المسرحيين تخصص يوماً للمسرح الإماراتي، مواكباً لمناسبة عزيزة على قلوب الإماراتيين، وهي ميلاد صاحب السمو حاكم الشارقة، والذي يصادف 2 يوليو.  
ويضيف الجسمي: صاحب السمو حاكم الشارقة داعم رئيس للمسرح، وصاحب مساهمات مشهودة، ليس للمسرح المحلي فحسب وإنما المسرح العربي والعالمي. مشيراً إلى أن توجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة ومتابعة سموه الدقيقة، أصبحت تحفز العاملين على المسرح لأن ينتجوا ويستمروا بأعمالهم، لأن هناك من يتابع ويهتم ويقدم كل الإمكانات التي تعزز من دور المسرح ورسالته المُلهمة.
واختتم الجسمي حديثه قائلاً: في «اليوم الإماراتي للمسرح» ستكون هناك احتفالية للمسرحيين في الدولة، ومن خلالها نكرم رواد المسرح، وكذلك الفرق الأهلية الفائزة كأفضل فرقة مسرحية بالدولة، وستكون هناك ندوات تتعلق بالمسرح الإماراتي، وسيتم استضافة كل المعنيين بالمسرح، ودعوة الرعيل الأول لأن يكونوا بيننا ونحتفي بهم وبدورهم الذي خدم المسرح ببصماتهم وإبداعاتهم التي لا تزال تسكن في وجدان المسرح الإماراتي.

مبادرة جميلة
ويقول الفنان عبدالله صالح الرميثي، إنه اختيار موفق أن يكون يوم ميلاد والدنا صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة يوماً للمسرح الإماراتي، وأن يجري الاحتفال بهذا اليوم سنوياً فيما يمثل إضافة حقيقية لتاريخ المسرح الإماراتي، موضحاً، أن هذه المبادرة الجميلة التي اطلقتها جمعية المسرحيين تعد الأولى من نوعها، تقديراً منها للفنانين والفرق المسرحية التي بذلت الجهد الكبير في بناء هذه الحركة المسرحية، وهذا اليوم يعد عيداً للفنان الإماراتي، فهنيئاً لنا بهذا العيد السعيد.

ويقول عبدالله الحريبي، ممثل ومخرج مسرحي: «هذه المبادرة الوطنية الجميلة ليست غريبة في وطن الوفاء، والمسرح الإماراتي وبكل فخر أصبح اليوم منارة ومحط أنظار الجميع لما يحتويه من إبداع وطاقات جديدة». وأضاف: نحن نحظى باهتمام كبير من قيادتنا الرشيدة ودعم لا محدود من والدنا صاحب السمو حاكم الشارقة، ويوم المسرح الإماراتي الذي تم اختياره في نفس يوم ميلاد سموه، هو أقل تكريم لجهود سموه الكبيرة التي قدمها لإثراء الحراك المسرحي بالدولة. 

من جانبه يقول الفنان د. حبيب غلوم: يشرفنا أن يحتفي المسرحيون الإماراتيون بمسرحهم وحصادهم المسرحي كل سنة، ويسعدنا أن تنطلق هذه الفعالية الثقافية، وأن تجيء هذه الاحتفالية الوطنية تعبيراً جميلاً عن أهمية المسرح في مؤسسات الدولة والمجتمع.
وحول الإنتاج المسرحي أوضح د. غلوم أنه بخير، وهذا بفضل دعم المؤسسات المعنية، إلى جانب الدعم الخالص الذي يأتينا من صاحب السمو حاكم الشارقة خاصة في إقامة المهرجانات المسرحية المختلفة. ونحن بخير، فنياً وأدبياً والمسرح الإماراتي مسرح متطور، مسرح رسم وكتب اسمه في كل المحافل المحلية والعربية من خلال طاقات إبداعية ملهمة من كتاب وممثلين ومخرجين وبفضل الدعم الرسمي غير المحدود، ونحن قادرون أن نوجد لأنفسنا مكانة مرموقة بين المسارح العربية العريقة، وأن نجد لنا مكانة بين المهرجانات المسرحية.

احتفاء سنوي
المخرج سعيد الزعابي يؤكد أن يوم المسرح الإماراتي مناسبة مسرحية سنوية يحتفي بها المسرحيون الإماراتيون بمسرحهم ومنجزهم ومبدعيهم، مضيفاً أنه هذا اليوم غال على قلوبنا جميعاً. ويضيف الزعابي: الإنتاج المسرحي في دولة الإمارات ينقسم إلى قسمين: قسم الإنتاج الموازي للمهرجانات المسرحية، ولدينا مسرح ينافس على المستوى العربي والدولي نصاً وإخراجاً وسينوغرافيا، فالمسرح الإماراتي وصل لمرحلة نضج فنية نتباهى ونفخر بها. وفي المقابل، هناك إنتاج القطاع الخاص (المسرح الكوميدي)، وهذا التنوع مطلوب ما بين الكوميدي والتراجيدي، والجمهور يختار حضور العروض كل حسب وعيه الثقافي والمعرفي وميوله الفنية، إلا أن التحدي الذي يواجهه المسرحيون هو أن العروض تكون في المواسم المسرحية فقط، موسم الأعياد بالنسبة للمسرح الكوميدي وموسم المهرجانات، ونتمنى كمسرحيين أن يكون لدينا مسرح مرتبط بالجمهور والمجتمع، وله ديمومة لا تتوقف طوال العام.

ويقول الكاتب عبدالله يوسف السعد: أود أن أعبر عن فخري واعتزازي بالمسرح وسيلة للتعبير الثقافي والفني في دولة الإمارات. المسرح هو مرآة تعكس قيمنا وتقاليدنا، وهو منصة للإبداع، حيث تتلاقى الأفكار وتتجسد الرؤى. وأرى أن المسرح يمنحنا القدرة على استكشاف الذات والتواصل مع الآخرين بطريقة تفاعلية ومؤثرة. إنه يسمح لنا بتجسيد قصصنا وتاريخنا وأحلامنا على خشبة المسرح. وفي هذا اليوم، نجدد التزامنا بدعم المسرح الإماراتي وتطويره ليظل مصدر إلهام للأجيال القادمة. 
ويعتبر السعد أن الإنتاج المسرحي في الإمارات يشكل تجسيداً للقيم والعادات والتقاليد الإماراتية، ويعبر عن الهوية الوطنية، ويسلط الضوء على قضايا المجتمع المختلفة. وقد أسهمت الأعمال المسرحية في تعزيز الوعي الثقافي والاجتماعي، وفتحت آفاقاً جديدة للحوار والنقاش.   

أما المخرج والممثل الإماراتي نبيل إبراهيم المازمي فيقول: في هذا اليوم المميز، اليوم الإماراتي للمسرح، أشعر بالامتنان العميق للمسرح الإماراتي الذي يعد بمثابة قلب الثقافة والفن في بلادنا. والمسرح هو الوسيلة المثلى لتقديم تراثنا الغني وقيمنا الأصيلة، إنه المكان الذي تتحد فيه الأفكار لتصنع من الخيال واقعاً ملموساً، حكايات نابضة بالحياة، إنه المكان الذي تزول فيه كل القيود وتتحرر العقول والأجساد. المسرح جعلنا نعشق الموسيقى ونرتبط بالفنون التشكيلية ونتعلق بالتصميم المعماري، محبين للتراث والمستقبل الذي نتطلع إليه، ما جعلني شخصياً حاضراً في المهرجانات المسرحية والفنية، ومؤخراً شاركت في بينالي البندقية مع الجناح الوطني لدولة الامارات العربية المتحدة بدعم من وزارة الثقافة.

ويؤكد الفنان الدكتور خالد البناي، أن متابعة صاحب السمو حاكم الشارقة وحرص سموه وقربه من المسرح والمسرحيين واحتياجاتهم، للارتقاء بالأداء المسرحي والنهوض به، جعل المسرح اليوم يبدو مزدهراً، وله حضور مميز ومنفرد وفي تطوّر دائم ومستمر. ويضيف أن اختيار الثاني من يوليو يوم ميلاد صاحب السمو حاكم الشارقة ليكون «اليوم الإماراتي للمسرح»، يجيء وفاءً وعرفاناً لما قدمه سموه لإرساء هوية المسرح، ولأن يكون المسرح حاضراً في المشهد الوطني.  وهذا الاختيار جاء في محله، تقديراً لجهود سموّه الكبيرة في دعم المسرح والقائمين عليه، وإيماناً منه أن الإمارات لديها من الكوادر الوطنية المبدعة القادرة على إعادة صياغة المشهد المسرحي، وبناء منظومة فنية تجسد هوية المسرح ومكانته وقيمته الثقافية، المعرفية.