سعد عبد الراضي (أبوظبي)
الفنانة إيمان الحوسني، تشكيلية إماراتية شابة، تدرك أن الفن رسالة يجب أن يحملها الفنان للناس، وفيها جديد يميزها، لذلك ابتكرت فكرة تحويل الكتب إلى مجسمات فنية تعبر عن مضامينها. تقول إيمان عن بدايتها الفنية: كانت بدايتي منذ دراستي بالمرحلة الثانوية، حيث كنت أقوم بعمل مجسمات لمادة الجيولوجيا بالفلين، وبدأت تنفيذ أول مجسم خشبي عام 2017، وتضيف: من هنا كانت الانطلاقة بعدها بدأت بالعمل على صقل هذه الموهبة، وكرّست تركيزي على تعلم بناء مجسمات لزوايا وأماكن واقعية بشكل مصغر، يمكن حمله والاحتفاظ به. 

«بيت بيوت»
عن تطور موهبتها، تؤكد أنها تشكلت خلال سنوات، ثم قررت بعدها افتتاح المشروع الأول لها: «mood in wood» والذي كانت فكرته عبارة عن مجسمات متوسطة وكبيرة الحجم بالخشب الناعم، بعد ذلك طورت فكرة المشروع إلى «بيت بيوت» عندما أتقنت مهارة صنع البيوت الصغيرة، وتؤكد أن دفء الاسم أعادها لأيام الطفولة عندما كانت تلعب هذه اللعبة مع بنات خالها، ومن هنا اختلفت فكرة مشروعها، حيث أصبح كل شيء في أعمالها أساسه «بيت» وكل الأشياء فيه مصغرة. 
وعن تأثرها بفنانين تشكيليين، تقول: لا أذكر أنني تأثرت بأحد من الفنانين في هذا المجال، لكن شبكتي الداعمة كان لها دور كبير وفعّال في نجاحي، ووصولي إلى هذا المستوى من الإتقان، يعود إلى أمي التي كانت تشيد بأعمالي دائماً، أما والدي فكان يسعى للبحث عن فرص لي للظهور، كما أن دهشة أخواتي، وصديقاتي، خاصة أشجان علي وعفاف الهاشمي، تجاه كل عمل أقوم به، كان بمثابة الدرع الذي أواجه به كل نقد سلبي، فأنا من الذين يحبون النقد البناء. 
كتب ومجسمات 
ظهرت إيمان الحوسني، مؤخراً، في معرض أبوظبي الدولي للكتاب بشكل لافت، نظراً لفكرتها المبنية على تحويل الكتب لأشكال فنية، وعن ذلك تقول: إحدى أكثر الأفكار التي جذبت الزوار في المعرض، هي تحويل الكتاب إلى مجسم ملموس، وأتت هذه الفكرة عندما قرأت أحد الكتب، وبدأت بتصور شكل المضمون الذي فهمته لأحوله إلى مجسم يرصد ويعبر عن فحوى الكتاب بكل تفاصيله، وتضيف: على الرغم من وجود بعض الأخطاء الفنية بالمجسمات، إلا أنها نالت استحسان الزوار، ومن هُنا نجحت في تحويل الكتب إلى مجسمات فنية، وقريباً سأتجه إلى تحويل الأبيات الشعرية. 
طموحات
عن طموحاتها الفنية، تقول التشكيلية إيمان الحوسني: طموحاتي الفنية لا حصر لها، وأحد هذه الطموحات التي قد أصل إليها في يوم ما، يكمن في إنشاء متحف خاص بي، وأن يتم اعتماده من قبل الدولة كمعلم جذب للسياح بشكل عام، والمقيمين بشكل خاص، كما أطمح إلى أن يكون ذلك المتحف على مساحة كبيرة، بحيث يكون فيه مكان مخصص لورش العمل التي سأقدمها في المستقبل.