انتخاب الإمارات، عضواً في اللجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو» للمدة 2024-2028، فرصة استثنائية للتباحث العميق، في الدور الحضاري لمضامين الإرث الإنساني، انطلاقاً من محلية التراث الإماراتي، وصولاً إلى العالم، وبه نفتح أبواباً للنقاش، ومساحات لتطوير الرؤى والاستراتيجيات، في كيفية تمكين كل ما هو مشترك في الإرث الإنساني العام، وتعزيز كل ما هو متفرد بخصوصيته وروعة تجليه في الحياة الثقافية للأمم. 
والصورة أعلاه، تعكس مشهداً جمالياً وتراثياً عريقاً وأثيراً، تجسد من ناحية شموخ قصر الحصن في أبوظبي، ومن ناحية أخرى تتعاضد الأيادي في الفنون الأدائية الشعبية، -بعفوية- الامتداد المسكون بالذاكرة الحية؛ فيها يحدث اتصال وجودي للإنسان، وتتكشف صَبَابة يكتنزها المؤدون باتجاه الأرض، بوصفها أشكالاً تعبيرية تجسد الهوية الحسية، وتطرح السؤال عن الموروث الثقافي والاجتماعي، ضمن اعتباراته المتفردة في أنه قادر على أن يجمع أُناسه في لحظة حدسية فارقة، يرون من خلال شفاهية التقاليد، وحرفية الصناعات، والممارسات الاجتماعية بطقوسها ذات الارتباط الخاص بالطبيعة والكون، إنما هي مسيرتهم في الإبداع الإنساني، يتناقلونها جيلاً بعد جيل، علماً وعُرفاً، إيماناً منهم بأن القيِّم تبقى راسخة في القدرة الصافية على تشكيل الحياة من خلال ما أنتجه المجتمع من معارف إنسانية أصيلة.