أبوظبي (الاتحاد)

عقدت جائزة الشيخ زايد للكتاب التي ينظمها مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، مؤتمراً أكاديمياً حول التأثير الكبير الذي تحظى به «ألف ليلة وليلة»، في إسبانيا، وذلك بالتعاون مع مؤسسة «البيت العربي» في مدريد في 10 يونيو 2024، بمشاركة نخبة من المتحدثين الأكاديميين والمتخصصين في اللغة العربية وآدابها.
وهدف المؤتمر الذي انعقد تحت عنوان «ألف ليلة وليلة: رحلة عبر الزمان والمكان من أبوظبي إلى مدريد مروراً بطوكيو ولندن»، إلى تعزيز علاقات التعاون بين الجائزة ومؤسسة «البيت العربي»، ومد جسور التواصل بين الثقافتين العربية والإسبانية، وتعزيز الحوار والتفاهم بين الثقافات من شتى أنحاء العالم.
حضر المؤتمر وفد من مركز أبوظبي للغة العربية ضم كلاً من: الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، الأمين العام لجائزة الشيخ زايد للكتاب، وعبدالرحمن محمد النقبي، مدير إدارة الجوائز الأدبية في مركز أبوظبي للغة العربية، وعمر عبيد الشامسي، سفير دولة الإمارات لدى المملكة الإسبانية، والسفيرة هالة كيروز، سفيرة الجمهورية اللبنانية لدى إسبانيا، والسفير خليفة الخرافي، سفير دولة الكويت لدى إسبانيا، والسفيرة رغد السقا، سفيرة المملكة الأردنية الهاشمية لدى إسبانيا، وزينب سالم، سفيرة موريتانيا لدى إسبانيا، وعبدالله حلاق، القائم بأعمال السفير السوري لدى إسبانيا، وهشام النوري، الملحق الثقافي لسفارة اليمن لدى إسبانيا. كما شهد المؤتمر مشاركة عدد من الشخصيات المهمة ونخبة من الأكاديميين والأدباء والكتاب العرب والإسبان.

جسور الحوار
وقال سعود عبد العزيز الحوسني، وكيل دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: «يأتي تعاوننا مع مؤسسة (البيت العربي) في مدريد لإقامة مؤتمر (ألف ليلة وليلة) ضمن جهود إمارة أبوظبي ومساعيها لإقامة المؤتمرات والفعاليات والأنشطة العالمية، التي من ِشأنها التقريب بين مختلف الشعوب والثقافات حول العالم، ومد جسور الحوار المبني على التسامح وفهم واحترام وقبول ثقافة الآخر. كما نسعى من خلال هذه المؤتمرات إلى تعزيز ونشر اللغة العربية والتعريف بآدابها وتراثها وإرثها الثقافي والحضاري».
من جهته، قال الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، أمين عام جائزة الشيخ زايد للكتاب: «تسعى جائزة الشيخ زايد للكتاب إلى ترسيخ قيم التسامح والحوار والتعاون المشترك بين مختلف ثقافات وشعوب العالم، وإثراء المشهد الثقافي المحلي والعالمي. وإسبانيا هي المحطة الأولى للمؤتمر، تليها محطتان أخريان في اليابان والمملكة المتحدة ضمن الجهود المتصلة بتعزيز ونشر الثقافة العربية على المستوى الدولي. والمؤتمر كان بمثابة مصدر إلهام للمزيد من المفكرين والباحثين والمترجمين والطلبة، وحافزاً لهم على الدراسة والبحث في الثقافة العربية، بما يساهم في التواصل الثقافي مع إسبانيا ومد جسور التبادل الحضاري والتقريب بين الشعوب».
وقالت إيرين لوزانو دومينغو، مديرة مؤسسة «البيت العربي: «نتطلع في مؤسسة ‘البيت العربي’ قدماً إلى هذا التعاون مع ‘جائزة الشيخ زايد للكتاب’، والتي تعتبر واحدة من أهم المؤسسات الثقافية في منطقة الخليج العربي. إذ اندرج تنظيم هذا المؤتمر المخصص لواحد من أهم الأعمال في الثقافة العربية ‘ألف ليلة وليلة’ في إطار حرصنا على التواصل والتعاون الوثيق مع الجهات المعنية في المجالات الإبداعية بالمنطقة العربية. ولا شك أن شراكتنا مع جائزة الشيخ زايد للكتاب تعتبر فرصة لتعزيز مكانتنا ودورنا كمؤسسة تمثل إسبانيا في المنطقة، الأمر الذي يساهم في بناء جسور الحوار والتفاهم والتبادل الثقافي بين مجتمعاتنا».

إثراء الأدب العالمي
تعد «ألف ليلة وليلة» بحكاياتها وقصصها وشخصياتها الخالدة من الأعمال الإبداعية التي ساهمت في إثراء الأدب العالمي، وجسراً للتواصل بين الثقافة العربية والثقافات الأخرى والشرق والغرب عموماً، حيث تُرجمت إلى العديد من اللغات العالمية، وألهمت مخيلة العديد من الأدباء والفنانين والشعراء في أعمالهم لتصبح تراثاً إنسانياً ينهل منه الجميع وتتناقله الأجيال على مر العصور. وما زال العمل حتى يومنا هذا يحظى بمزيد من الدراسة والنقد والتحليل شرقاً وغرباً.
وأقيم المؤتمر بالتزامن مع انعقاد معرض مدريد الدولي للكتاب، ما شكّل فرصة للتواصل والتبادل الثقافي بين النخب المشاركة.
واستضاف المؤتمر جلسة حوارية حول «تأثير الليالي العربية/ ألف ليلة وليلة في إسبانيا»، بمشاركة نخبة من الباحثين والمتخصصين المرموقين، بمن فيهم «لويس ألبرتو دي كوينكا»، الذي يعد شخصية أدبية رفيعة المستوى في إسبانيا، وألقى لويس كلمة رئيسة خاصة في المؤتمر، و«باولو ليموس هورتا»، أستاذ مساعد في الأدب في جامعة نيويورك أبوظبي، وقد نشر بحثاً شاملاً عن «ألف ليلة وليلة»، و«منيرة سليمان»، أستاذة اللغة الإنجليزية بجامعة القاهرة، و«ديزيريه لوبيز برنال» وهي أستاذة أولى في قسم الدراسات السامية بجامعة غرناطة.
وقدم الفنان التشكيلي العراقي حنّوش حنّوش خلال المؤتمر عرضاً سمعياً وبصرياً مستوحى من معرضه الأخير شهرزاد وألف ليلة وليلة. واختتم المؤتمر برنامجه بحفل موسيقي للفنانة اللبنانية العالمية عبير نعمة ليكون بمثابة احتفال بقوة ومتانة العلاقات الثقافية بين إسبانيا والعالم العربي. وصاحب عبير خلال الحفل فرقة إسبانية لتقديم عرض موسيقي للموشحات الأندلسية وغيرها من الأغاني التي تحتفي بالثقافتين العربية والإسبانية.