هزاع أبوالريش (أبوظبي)
تترك بعض المعارض الفنية طابعاً وبصمة فريدة وحالة استثنائية في وجدان الجمهور، ومن بين هذه المعارض «بوح التراب»، المعرض الثنائي للفنان الدكتور محمد يوسف، رئيس جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، والنحّاتة الكينية ماجي أوتينو، حيث يراه الفنان محمد يوسف في حديثه لـ«الاتحاد»: «تجربة فنية ناجحة، ومعظم الفنانين بالدولة سبق لهم وأن قدموا أعمالاً لها صفة اللوحة الفنية المتكاملة من حيث اللون والتكنيك والخامة، أو بالنسبة لي فهي تجربة جريئة بأن يكون النحت معرضاً فنياً في الجدار، ومختلفاً من حيث الخامة والموضوع». 
وأضاف: «جاءت الفكرة متكاملة بالمشاركة مع الزميلة الفنانة ماجي أوتينو، وهي أيضاً نحّاته وموضوعاتها تتوافق مع خامات البيئة، حيث إنها تركز على مادة الحديد والمعادن، وأنا يصب جل تركيزي على الخامات نفسها، ولكن بتشكيلٍ مختلف، وإنما جميع الخامات هي من الطبيعة ومن التراب، ولذلك أسميت المعرض (بوح التراب)».

دعوة للاستراحة
ويتابع الفنان محمد يوسف: «ما يقدمه المعرض هو عبارة عن دعوة للاستراحة من ضجيج الألوان والبراويز وتقديم شحنة جديدة للتذوق البصري، والدخول في لحظة تأملية مليئة بالتفكير، والتعمق لما وراء الأفكار، وبطريقة ربما تكون مختلفة بعض الشيء عن زملائي الفنانين، وهنا تأتي الغرابة في الأمر من التكوينات التي يختزلها المعرض، وينقلها للجمهور بشكل حيّوي جديد، مع طابع من التميّز والتفرد بتقديم الفكرة البصرية القريبة إلى الوجدان، والتي تلامس المشاعر بالاندماج الذي تحتويه من الطبيعة وخاماتها المتنوعة». وأشار إلى أن المستفيد الأول من «بوح التراب»، هم الباحثون الجادون في تفهم الفنون وما تطرحه أشكالها المتنوعة، وهي بلا شك تحتاج إلى فترة من الزمن لكي يكون قريباً من الذائقة بعض الشيء، ولكن لدى الأكاديميين بلا شك الموضوع عبارة عن حالة فنية شائقة ومثيرة للاهتمام والاكتشاف لكونها جاءت بعيداً كل البعد عن التقليدية المسطحة، وإنما من صلب الفكرة وأعماقها، محملة بالتجليات المدهشة، إيماناً بأن أي عمل فني لا يدعو إلى المتعة والتأمل فهو عبارة عن عمل مؤقت وفقاعة لها وقت وتختفي ثم تتلاشى في مهب الريح، فالأعمال المميزة يجب أن تبقى وتظل وتترك أثراً عميقاً من الدهشة والتأمل والتفكر، ومصدراً مُلهماً للمعنيين والمهتمين والباحثين لأن يستنتجوا من خلالها الأفكار والأعمال الجديدة.
ويختتم الفنان محمد يوسف حديثه قائلاً: «هناك تحديات كثيرة في المدارس الفنية المعروفة، ولكن على المبدع أن يثبت حضوره، وينقل تجربته بشكلٍ جديد، وروح مليئة بالتطوّر الممتد من بيئته ومحيطه تاركاً طابعاً يعكس مكانه وينقل للآخرين تجربته».
الجدير بالذكر، جاء المعرض الثنائي «بوح التراب» الذي جمع بين الفنان الإماراتي د. محمد يوسف والنحاتة الكينية ماغي أوتينو، بتقييم شما المهيري، محتفياً بالصلات المشتركة بين الفنانين والتبادل الثقافي الفريد بين القارتين، مرحباً بالجمهور للحضور في «إيفيه غاليري» بدبي، ‎وذلك بهدف عرض أعمال الفنانين المخضرمين والناشئين من القارة والشتات الأفريقي حول العالم، وتطوير مواهبهم في إطار تعزيز التبادل الثقافي بين أفريقيا والشرق الأوسط.