فاطمة عطفة (أبوظبي)

أطلقت الجامعة الأميركية في الشارقة، مؤخراً «برنامج الفنان المقيم» لإثراء البيئة الإبداعية والثقافية في الجامعة عبر استقطاب فنانين محترفين وناشئين من جميع أنحاء العالم، وتوفير بيئة داعمة لإبداعاتهم الفنية. ومن بين هؤلاء الفنانين د. نجاة مكي، الفنانة الإماراتية الرائدة، حيث ستعمل في كلية العمارة والفن والتصميم لإلهام وتوجيه المبدعين الناشئين، وحول هذه التجربة الجديدة تحدثت مكي لـ«الاتحاد» قائلة: في البداية أتوجه بالشكر والتقدير للشيخة بدور القاسمي، رئيسة الجامعة الأميركية في الشارقة  لاختياري لهذا المحفل الأكاديمي العريق على أمل أن نرتقي بالعملية الإبداعية والتعليمية للطلبة في كلية الفنون والتصميم، وهذه الخطوة الجديدة بالتأكيد تضيف الكثير لتجربتي، ووجودي في بيئة فيها طلبة، وهذا تحفيز للإبداع الفني في هذا الحقل التعليمي الخاص بالفنون التشكيلية، وهو مناخ يحتضن الإبداع وفيه عقول مختلفة من الطلاب وجنسيات مختلفة من الجيل الجديد يحمل إبداعاً مختلفاً وطموحاً وتطور أفكار في الفن والثقافة، وعندنا برامج عديدة تعكس الاكتشافات الجديدة.

استفادة متبادلة
وتضيف، د. نجاة مكي: سوف أعمل مع الطلبة فيما يتعلق بالفن والثقافة، وكل ما يخص الفنون والإبداع، لأن الإنسان وصل إلى مراحل مرموقة في العمل والاكتشافات، وسوف تكون هناك برنامج علمية تخدم الطالب وتفكيره. نحن اليوم في عصر التكنولوجيا وأدوات الذكاء الاصطناعي، وهذه الأشياء جميعها سوف تضيف لي وتجعلني أتعلم من الطلبة، كما يتعلمون مني في الوقت ذاته، كذلك وجودي في كادر تعليمي متميز بالجامعة يضيف لي الكثير من ناحية الرؤى والأفكار، ومن شأن ذلك كله أن يطور العملية التربوية، ويصل بها إلى مرحلة متقدمة.
وحول علاقة التشكيل بفن العمارة والتخطيط تقول مكي: كوني نحاتة ومتخصصة في النحت، أعتقد أن فن العمارة قريب من تخصصي، فأنا أتعامل مع أبعاد الكتلة والشكل والرؤية، والعمارة هي جزء من هذا التخصص، ومسار الفنون أصبح متكاملاً مع العمارة التي تخدم الفن، كما أن الفن يخدم العمارة. وعندما أقوم بعمل مركب بالفراغ، أستخدم الأبعاد والمنظور والضوء واللون، وجميع عناصر التكوين في هذا المشروع الذي أعمل عليه أو أوجه الطالب للقيام به. وهنا سيكون الحوار أكثر عمقاً في تركيبة العمل الفني، وكيف نبدأ بتركيب عمل فني في الفراغ، لأن العمل الفني  مثل العمارة يحتاج إلى قواعد هندسية معينة، وحتى اللوحة الفنية عندما أعلقها على الجدار فلا بد من أن تأخذ أبعاداً تخدم المكان وجماليته، وتخدم الموضوع الموجود على سطحها.

التراث والهوية
تشير الفنان د. نجاة مكي، إلى ارتباطها العميق بالتراث، وتقول: التراث هو الهوية التي نستند إليها، والهوية تأتي من الفكر العميق للمجتمع، وعندما نتمسك بالهوية تكون لدينا قوة وقدرة مختلفة، وإذا نظرنا إلى أفكار الطلبة التي تنادي المستقبل، فلا بد أيضاً من أن ينغمسوا في التراث، ويستقوا منه أعمالاً إبداعية تخدم المستقبل وتخدم الرؤيا الحداثية الموجودة في العالم كله، وفي هذا الزمن الذي يعيشونه من خلال التكنولووجيا والأقمار الصناعية والذكاء الاصطناعي وبرامج الجرافيك واللغة الرقمية، وهذا كله يحمل مادة خصبة لاكتشاف أغوار العلم، وهذا يأتي من خلال البحث والتنقيب ووجود برامج للطالب ورؤية ومتابعة، كما أننا نعمل لكي تخدم أعمالنا البيئة والمناخ ونحافظ على الأرض. والمهم كيف نطور أفكارنا بما يوجد لدينا في الوقت الحالي، وعلينا في الوقت نفسه أن نتمسك بالهوية لنحافظ عليها، وعلينا أن نستقطب أفكاراً جديدة ونطورها، بهذا نستطيع القول إننا أنجزنا أعمالنا، وتركنا بصمة علمية.