دبي (الاتحاد)
عقد مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية اجتماعه الدوري الثالث لهذا العام، مساء يوم الخميس الموافق 6 يونيو 2024، بحضور أغلبية الأعضاء. وصرح عبد الحميد أحمد، الأمين العام، بأن المجلس صادق على محضر الاجتماع السابق، واطلع على تقرير لجنة الاستثمار، وأثنى على الجهود التي تبذلها اللجنة من خلال إعداد لائحة لإرشادات الاستثمار، وتنويع مصادر الدخل، ثم تمت المصادقة على تقرير مدقق الحسابات لعام 2023.
وأضاف: أن المجلس اعتمد موازنة خاصة للاحتفال بمئوية سلطان بن علي العويس لعام 2025، الذي أقرته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، حيث تستعد المؤسسة لهذه المناسبة الكبيرة من خلال برامج وفعاليات وأنشطة متعددة ستنطلق مطلع عام 2025، عبر معارض تشكيلية وأفلام وثائقية، وحفلات غنائية من قصائد الشاعر سلطان العويس، وإعادة طباعة الدواوين الشعرية، وإقامة ندوات فكرية، وجلسات حوارية، وإصدار كتب مصورة وطوابع بريدية وعملات تذكارية، وغيرها من الأنشطة التي تحتفي بقامة شعرية إماراتية لها بصمتها الواضحة في الثقافة المحلية والعربية.

أحد رواد النهضة
يذكر أن الشاعر سلطان بن علي العويس، يعد أحد رواد النهضة في الإمارات، في جوانبها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ومن أبرز بصماته على الحياة الثقافية المحلية والعربية إطلاق جائزة ثقافية قيمة عام 1987 تحمل اسمه، تحولت لاحقاً إلى مؤسسة ثقافية عملاقة يشار إليها بالبنان، وتمنح الجائزة مرة كل عامين، لعدد من الكتاب والمفكرين العرب على إنتاجهم في مجال القصة والرواية والمسرحية، والشعر، والدراسات الأدبية والنقد، والدراسات الإنسانية والمستقبلية، شريطة أن يكون لإنتاج هؤلاء الكتاب والمفكرين مكانة متميزة في الإنتاج الثقافي والإبداعي في مجالي الفكر والأدب، وأن يعكس هذا الإنتاج أصالة الفكر العربي وطموحات الأمة العربية، ويكون لهذا الإنتاج تأثير واضح على الحياة الثقافية والأدبية والعلمية، ويجوز منحها عن عمل أو أكثر من أعمال هؤلاء، لتميزه وريادته وتأثيره على الحياة الثقافية.
ولد الشاعر سلطان بن علي بن عبد الله العويس في بلدة الحيرة بإمارة الشارقة سنة 1925 وفيها تلقى تعليمه الأولي، وكانت عائلته من تجار اللؤلؤ، فقد كان والده علي بن عبدالله العويس من تجّار اللؤلؤ المهرة (الطواشين) فمارس سلطان العويس التجارة مع والده. وإلى جانب تجارة اللؤلؤ، عمل بأعمال أخرى متعددة، وتنقل ما بين الهند والإمارات.
وبدأ كتابة الشعر منذ 1947 ونشرت أول قصيدة له في عام 1970 في مجلة الورود البيروتية. ويعتبر مقلاً في شعره، رغم أنه بدأ بنظمه في مقتبل العمر، ويعتبر في مقدمة الشعراء بدولة الإمارات وحلقة الوصل بين جيلين من الأدباء والشعراء، وطليعة شعراء الغزل في الخليج العربي. والإنتاج الشعري لسلطان العويس يلامس أوتار قلوب الناس على اختلاف مشاربهم، حيث إنه صادق في ترجمة عمق الذات دون تكلف، صدر له أول ديوان شعر سنة 1978 عن مؤسسة الاتحاد للصحافة والنشر والتوزيع، ثم صدر له ديوان شعري بعنوان «مرايا الخليج» في بيروت عام 1985، وله ديوان جُمع فيه معظم أشعاره بعنوان «ديوان سلطان العويس.. المجموعة الكاملة 1993»، وتم تصنيفه حسب الدراسات الأكاديمية أنه من الجيل الثاني لشعراء الحيرة التي كانت تضم الشاعر سلطان العويس (1925 - 2000) والشاعر الشيخ صقر القاسمي (1924 - 1994) والشاعر خلفان بن مصبح (1923 - 1946). وقد تناول شعره العديد من النقاد والدارسين وكتبوا عنه، وجُمعت هذه الدراسات في كتاب أصدره اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات بعنوان «سلطان العويس تاجر استهواه الشعر».