أبوظبي (الاتحاد)

شارك مركز أبوظبي للغة العربية في الدورة الـ 15 من «الملتقى العربي لأدب الطفل»، التي اختتمت فعالياتها مؤخراً في العاصمة التونسية، وحملت شعار «أدب الطفل ومنظومة القيم والقضايا البيئية»، بمشاركة خبراء وباحثين في مجال الإبداع الأدبي الموجه للأطفال واليافعين.
وفي كلمة ألقاها ضمن الملتقى، أكد سعيد حمدان الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية، مدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب، أن رؤية المركز لأدب الطفل تقوم على إيمانه بأهمية مرحلة الطفولة في تكوين الإنسان وتنشئته، وتأسيساً على هذا الفهم تشكلت البرامج والأنشطة والإصدارات التي تستهدف الأطفال والناشئة، والتي توزعت اهتماماتها على كل محاور عمل المركز من مطبوعات وإصدارات مسموعة ومرئية، وأنشطة تعليمية وثقافية، أبرزها مهرجانات الكتاب ومعارضه.
وأوضح أن أدب الطفل والناشئة حظي بأكثر من 300 كتاب ضمن إصدارات مشروع «كلمة للترجمة»، الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في العام 2007. كما خصصت جائزة الشيخ زايد للكتاب ضمن فروعها العشرة فرعاً لأدب الطفل والناشئة، سلط الضوء على 12 مؤلفاً ومؤلفة من كتّاب أدب الطفل والناشئة من دولة الإمارات والعالم العربي.
وأضاف: «تدعم منحة الترجمة التابعة للجائزة مؤلفي أدب الطفل بهدف زيادة عدد الكتب العربية التي تتم ترجمتها ونشرها وتوزيعها خارج المنطقة العربية. وقد أصدرت المنحة 21 ترجمةً لكتب أدب الطفل الفائزة والمدرجة على القوائم القصيرة إلى عدد من لغات العالم أبرزها: الإيطالية والفرنسية والإنجليزية والألمانية واليونانية، بالتعاون مع دور نشر عالمية».
واستعرض سعيد حمدان الطنيجي مشاريع المركز الأخرى الداعمة للأطفال والناشئة، ومن ضمنها مشروع «إصدارات» الذي نشر 118 كتاباً مؤلفاً ومترجماً، تزينت برسوم وصور مناسبة لمخيلة الأطفال في مختلف مراحلهم العمرية. كما نشر المركز 18 كتاباً باللغة العربية لمؤلفين إماراتيين، و8 كتب لمؤلفات إماراتيات مترجمة إلى اللغة الإنجليزية، بهدف دعم المؤلف الإماراتي، وتعريف الأطفال بالبيئة المحلية، والهوية الوطنية التي تتميز بها دولة الإمارات العربية المتحدة. إلى جانب مبادرة «نقرأ للأطفال»، التي يتولى من خلالها نخبة من الفنانين والإعلاميين الإماراتيين والعرب، قراءة كتبٍ للصغار بلغة منضبطة، وأداء متقن يغرس في نفوسهم الإحساس باللغة، واستشعار معانيها ودلالاتها، لافتا إلى أن الجزء الأول من حلقات هذه المبادرة حصد أكثر من 5 ملايين مشاهدة.
وأشار إلى أن إحصاءات المركز أظهرت أن رُبع دور النشر المشاركة في النسخة الأحدث من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، التي أسدلت الستار على فعالياتها الشهر الماضي، كانت مختصة بكتاب الطفل، بواقع 180 داراً، في حين بلغ عدد كتب الأطفال المبيعة في المعرض نحو 42 ألف كتاب، وهو ما يمثل 28% من إجمالي عدد الكتب التي تم بيعها في المعرض.
من جهة أخرى، شهدت مشاركة المركز في الملتقى عقد لقاءات مع مسؤولين تونسيين في مجال الطفولة، حيث التقى المدير التنفيذي للمركز معالي الدكتورة آمال بلحاج موسى، وزيرة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن التونسية، لبحث آفاق التعاون في تنظيم برامج وفعاليات خاصة بالأطفال والقراءة، بحضور محمد آية ميهوب، رئيس منتدى أدب الطفل. كما اجتمع مع محمود بن رمضان، رئيس المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون «بيت الحكمة»، ومع عدد من الناشرين لبحث مجالات التعاون في المجال الصناعات الإبداعية. وتضمن برنامج الملتقى جلسات علمية حول الرهانات القيمية في أدب الطفل، والسرد البيئي الموجه له، كما شهد الإعلان عن الفائزين بالجائزة العربية مصطفى عزوز لأدب الطفل.