أبوظبي (الاتحاد)

أكد الدكتور عبد العزيز المسلم، الكاتب والباحث في التراث الثقافي الإماراتي، رئيس معهد الشارقة للتراث، أن جائزة «سرد الذهب» التي أطلقها مركز أبوظبي للغة العربية تُسهم في تشجيع المبدعين والكتاب والباحثين على الكتابة والإبداع، في مجالات سردية عدة، كالقصة القصيرة والرواية والسرد الشعبي الشفاهي، والسرد البصري والسردية الإماراتية التي تعد الأميز على الإطلاق لوصف إبداعات الأوطان وسموها.
وقال: إن المركز أصبح له دور كبير ومهم في تطوير حراك الأدب الإماراتي والعربي والارتقاء به من خلال تبنيه لجائزة «سرد الذهب»، التي تعد من أهم وأكبر الجوائز المتخصصة على الساحة العربية والعالمية، ومن خلال أنشطته الثقافية والأدبية الأخرى التي تنمي الحركة الفكرية وتُغني الثقافة العربية والإنسانية بشكل عام. وأضاف المسلم: «أفتخر بأني أحد الذين حصلوا على تلك الجائزة في دورتها الأولى واقترن اسمي باسم من حظوا بشرف نيلها باكراً».
وأوضح الدكتور عبد العزيز المسلم أن لفظ السرد في الشعر الشعبي الإماراتي ورد منذ زمن بعيد، وقد عنى الإماراتيون الأوائل بالسرد، وقد ورد لفظ (السرد) عند كثير من شعراء النبط القدامى، لكن تجليه كان عند الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في قوله (كِنْت عارف ما به وْريتهْ.. دارسٍ سَرْدَه مع اعرابه)، وقد أعقبه طيب الله ثراه ببيت آخر هو (طرّزه وعَنّاه في الحالِ.. من ذهب ومزيّن حروفهْ)، ومن هذين البيتين الرائعين تكون اسم الجائزة «سرد الذهب»، وكذلك ورد لفظ السرد عند الشاعر راشد بن ثاني في قوله (لوّل ادرس سرد واعراب… وآقيّس الدنيا تقييس)، كما تجلت الكلمة في التراث الثقافي الإماراتي من خلال حرفة السفافة، والسفافة من سَفّ ورق النخل، أي نسج بعضه على بعضه الآخر(معجم الرائد). مشيراً أن أهل السفافة يتباهون بمنتجهم الأجمل وهو السَرّود (بفتح السين وتشديد الراء) الذي تتابعت سفيفته الملونة الخوصة تلو الخوصة لتشكل بساطاً دائرياً من الخوص يستخدم كمائدة للطعام، ويُتَبادل بين الناس من باب الهدايا التقليدية.
واختتم: «مع انتشار قراءة كتب السير الشعبية والحكايات الخرافية في الإمارات قديماً، في مجالس الحكي المسماة (مرامس) انتشر لفظ السرد ومن قولهم (اسرد) لقارئ السير والحكايات لدعوته لقراءة الحكايات وسردها في مجلس الحكايات المعَنْوَنْ المرمس، وكذا تناولوه في الشعر عندما تأسوا بحكايات الأولين واستدلوا بها، لتشبيه حالهم بحال الأولين».