محمد عبدالسميع (الشارقة)
الفن التشكيلي له آفاق عديدة، وله لغته وتنافذاته مع الكثير من الآداب والفنون، بل ودخل هذا الفن في حقول نفسية واجتماعية عديدة، أمّا الرسم فهو النافذة التي يتطلع منها الإنسان نحو الحياة، وجمال الانعتاق من أسر الضغوط في هذه الحياة.
والفنان المصري محمد عبلة، وفضلاً عن تجربته في علاج المرضى بالفن؛ كرسّام له سمعته وحضوره، تشتمل سيرته الإبداعية على نجاحات عديدة.

فقد حصل الفنان، المولود بمدينة بلقاس بالمنصورة عام 1953م، على وسام غوته الألماني. واتسمت أعماله بجانبها الإنساني، عبر رحلة طويلة مع الفنّ توسّعت فيها معارضه محلياً وعربياً وعالمياً، وهو فنان طموح استمع إلى صوته الخاص رغم معارضة والده دراسته الفنون الجميلة، فكانت الإسكندريّة المحطة الأولى التي درس فيها الفنّ التشكيلي، ليسافر بعدها إلى ألمانيا والنمسا، وسويسرا التي كانت محطةً بارزةً له في موضوع العلاج النفسي بالفن.
يقول الفنان محمد عبلة: إنّ الفن وسيلة علاج رائعة؛ اعتماداً على إحساس الإنسان بما يتيحه فن الرسم من تحريض داخلي على عالم الجمال، فلا مجال لاصطناع العواطف والمشاعر.
حققت عيادة الفنان محمد عبلة حضوراً جيداً، وزارها مراجعون آمنوا بهذا النوع من العلاج، في التعرف على المشكلة تمهيداً للبدء بالعلاج.

الفنان المغرم بالفن ساقه إبداعه أيضاً إلى حيث فن الكاريكاتير، الذي عمل له متحفاً في منزله بالفيوم التي أحبّها، منذ 35 عاماً، مستذكراً أنّه حاول في بداياته العمل كرسام للكاريكاتير في مجلة «صباح الخير»، لكنه لم يُقبل، ومع ذلك ازداد إصراراً في الوفاء لهذا الحب، من خلال متحف متميّز جمع رسوماته من الكاريكاتير، رسومات لفنانين مصريين وعرب، لتشتمل المدينة المعروفة بهدوئها على متحف يُعدّ الوحيد في مصر والشرق الأوسط.
ويؤكد محمد عبلة أهميّة التعرف، كجزء من الثقافة العامة والمتخصصة، على لغة الفن وفهم دوره الإنساني ودلالات اللون، وحول تغيّر المجتمعات ما بين القديم والحديث، يؤمن الفنان محمد عبلة بالجديد في نمط الحياة وقابلية الأفكار لأن تتغيّر.
وحول تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة في الفنّ، يؤكد الفنان محمد عبلة أنها بيئة مشجعة على الفن ومحفّزة للإبداع فيه، من خلال القوانين المنضبطة، ودعوة الضيوف والمجلات المتخصصة، والمزادات الفنية، وطرق التسويق والمهرجانات وشحن الأعمال، وغير ذلك من وسائل دعم هذا القطاع.

ويؤكّد الفنان محمد عبلة حضور الفنّ المصري وإبداعاته، داعياً إلى الاهتمام بالشباب، وتدريس هذا الفنّ في المدارس.
جمع الفنان محمد عبلة ما بين الرسم والنحت؛ باعتبار الفنّ لا يتجزأ. ومن أهمّ أعماله الفنية التي يعتز بها، تمثال «سيزيف» الذي قام بنحته في ألمانيا منذ 20 سنة، لما يحمله من معاناة إنسانيّة عبر فكرة وأسطورة «سيزيف» وصعوده المتكرر إلى الجبل.