أبوظبي (الاتحاد)

صدر مؤخراً، عن «منشورات المتوسط - إيطاليا»، مجموعة شعرية جديدة للشاعر السوري نوري الجراح، حملت عنوان: «فِتْيَانٌ دِمَشْقِيُّونَ فِي نُزْهَةٍ». تشكل قصائد هذا الكتاب حلقة جديدة في مشروع نوري الجراح الشعري، فهي تأتي بعد أعمال تجاوزت بحضورها الشعرية العربية إلى حضور لافت في لغات أخرى، لاسيما الفرنسية والإيطالية اللتين كافأتا شعره بجائزتين من أبرز الجوائز الأدبية الأوروبية (ماكس جاكوب) في فرنسا 2023، و(بريموا نابولي) في إيطاليا 2023، فضلاً عن الإنجليزية التي قدم فيها عملاً ملحمياً لا سابق له هو «الأفعوان الحجري» مزج فيه بين التاريخي والأسطوري، في لغة حديثة أخاذة.
في هذا العمل الجديد «فتيان دمشقيون في نزهة» كما في أعماله المتأخرة يعثر صاحب «قارب إلى ليسبوس» و«لاحرب في طروادة» على المفتاح السحري لمدينة الشعر. قصائده تجمع بين الملحمي والإنشادي، وبين الدرامي والحكائي، وبين الأسطوري والتاريخي، ما يجعل من شعره مسرحاً للأصوات والوجوه والأقنعة، بلغة ثرية ومشرقة تختزن كثافة شعورية عالية، وتفيض بصور شعرية مبتكرة وتراكيب لغوية مدهشة، وإيقاعات رشيقة، لعلها أن تكون ذروة المنعطف الذي عرفته تجربة الشاعر في منجزه المتألق خلال العقد الأخير.
ولكي يحيط القصيدة بالمناخ المعرفي المرافق لها، كان أن أضاف الجراح شروحات لبعض قصائده، لتكون -تلك الشروحات- قصائد أخرى زاخرة بالبعد الثقافي الذي يوضّح حيثيات النص بحيثيات التاريخ.