محمد عبدالسميع (الشارقة)

من الجميل أن تستند قصص الطفل إلى تجارب ذاتية، لأنّ في ذلك صدقاً وإخلاصاً للفكرة بشكلٍ غير مصطنع، شريطة الإلمام بشروط كتابة القصة ضمن عناصرها الأدبية وفنيّات التناول. وفي تجربة كاتبة الطفل سامية عايش، التي تجمع إلى عملها الصحفي إبداعها في قصة الطفل، ما يحمل ذلك، من خلال مؤلفها الثاني «ماذا أقول عن أبي؟!»، الذي وقعتهُ في مهرجان الشارقة القرائي للطفل الخامس عشر.
تقول عايش إنّ الكتاب جاء نتيجة تجربة ذاتية ظلّت تلحّ عليها لكتابة مجموعة من العواطف والتساؤلات، حول سؤال ابنٍ عن أبيه، في تفاصيل عديدة، مثل عملهِ وأشياء أخرى كانت انعكاساً لأسئلة يحملها وجدان طفلها الصغير عن أبيه الذي يعيش بعيداً عن العائلة بسبب الانفصال. وتضيف سامية عايش أنّ الدفقات الحارة والباكية لطفلها جعلتها تفرّغ كلّ ذلك في مؤلَّفٍ توخّت منه الفائدة الذاتية والعامة، من خلال تكرار هذه الحالة في المجتمع الذي ربما يقع بين يديه هذا الكتاب.
وإلى جانب عملها الصحفي، واهتمامها بالسرد القصصي، تعمل الكاتبة عايش على ورش الطفل، معربةً عن أسفها لأن تكون العلاقة بين أطفالنا والكِتاب ما تزال ضعيفةً، بسبب انشغالهم بسطوة عالم الصورة و«الميديا» الحديثة.
وتعود عايش إلى مؤلَّفِها الأول الذي يعرض قضية تخيّل الأطفال أنهم أصبحوا أكبر من أعمارهم الحقيقية، فتتغير لذلك المواقف العائلية، لتتدخل الكاتبة في رسم سيناريو لكلّ هذه الاحتمالات.
وعن أهمية الرسومات في مؤلفات الطفل، ترى عايش أنّ الطفل مهيّأ لأن يتقبل إضافةً إلى ثقافته العربية، أيَّ ثقافة إنسانية، وهو ما انعكس على اختيارها رساماً غير عربي، يضيف في رسوماته رؤية أخرى تغني الكتاب والقارئ، وتحمل عالم الطفولة إلى أجواء الكتاب.