هزاع أبوالريش (أبوظبي)
العمل الإبداعي المرئي «البصري» له بصمته الواضحة، في أي محفل ثقافي، أو معرض كتاب، وتواجد يثري الأعمال الأدبية المقروءة، فهل بالفعل هناك رابط مشترك بين الفنون البصرية والإبداعات المقروءة بشكل يدفع المعنيين بالمحافل الثقافية للحرص على خلق مساحة لتلك الفنون البصرية، وما الإضافة التي تقدمها؟..

حراك ثقافي
قال المصمم والفنان التشكيلي هشام المظلوم «بلا شك يأتي تواجد الفنون التشكيلية في المحافل الثقافية منسجماً مع الكلمة المقروءة لعدة أسباب رئيسة ومنها: زخم الحضور الجماهيري على المعارض الثقافية الدولية مما يعطي دافعاً للمشاركات البصرية، فالفن البصري يكمل إبداعات الكلمة المقروءة في المحتوى والمضمون، وهذا الترابط المنسجم ما بين الكلمة والصورة، يتمثل في أن أغلبية الإصدارات الأدبية في هذه المحافل تكون معتمدة على الجانب البصري»، مؤكداً أن المسألة فلسفية ترابطية توازي الأخرى سواء من جانب الإبداع المقروء أو الإبداع البصري، فهما وجهان لعملة إبداعية واحدة، وكلاهما يساهمان في رفد الحراك الثقافي، ويصبان في نهر واحد وهو الإبداع.

صورة فكرية
وأضاف الفنان التشكيلي محمد مندي، أن الفنون التشكيلية تعتبر من ضمن الإبداعات التي يعبر فيها الفنان عن حالة نفسية يعيشها أو مر من خلالها المجتمع، لذلك تكون اللوحة الفنية دائماً قريبة من المشاهد وتجذب الزائر وتأسره بألوانها ورسوماتها واللمسات التي تحملها، قائلاً: من هنا نجد الرابط العميق ما بين اللوحات الفنية والإصدارات الأدبية فكلاهما يعبران عن حالة من الحالات التي يشعر بها المرء وتكون قريبة من ذاته ونفسه.

وتابع مندي: الفنون التشكيلية في الأساس هي وجه ثقافي - فني يعكس صورة فكرية تتحدث عن ذاتها من القصة القصيرة والرواية ولا فرق بينهما، فهي تجربة سردية تختلف في المحتوى وتنسجم بالمضمون ذاته، مشيراً إلى أن كل ما يعبر عنه المبدع بطريقة تجذب الآخر باختلاف الصياغة فهي في الحقيقة تواصل ثقافي مستمد من روح الانسجام الفكري، والتناغم المعرفي المنبثق من وحي الصورة المعبرة، سواء كان شعراً أو نصاً أدبياً أو لوحة، فالكل في الأصل يندرج تحت إبداع واحد لا يتجزأ ولو أختلف في الطرح.

انسجام عميق
وقالت الفنانة التشكيلية موزة محمد الكعبي، إن الفنون التشكيلية وتواجدها من خلال معارض الكتب والمحافل الثقافية تعطي طابعاً حيّوياً ونشاطاً ذهنياً لدى الزائر، فهذه الفنون تترك روحاً إلهامية تعزز من دور المبدع بشتى مجالاته، فالفنون البصرية وحضورها وسط الإصدارات المقروءة تعطي للزائر تنوّعاً وإلهاماً، موضحة أن الفنون التشكيلية ومؤلفات الكتب الأدبية بينهما علاقة وطيدة وانسجام عميق، والإبداع في الأصل عبارة عن صورة ولكن كيفية صياغة هذه الصورة تعود إلى المبدع نفسه، ولهذا فالكثير من الشعراء والكُتّاب استلهموا أغلب إبداعاتهم من صورة تشكلت في ذهنهم لينتجوا عملاً إبداعياً، فالصورة هي أساس الإبداع.

إثراء مخيّلة القارئ
أكدت الفنانة التشكيلية خديجة سعيد الكندي، أن الإصدارات الأدبية بكل أنواعها هي عبارة عن لوحات فنية تثري مخيّلة القارئ عن طريق كاتب مبدع، والكتاب من وجهة نظر شخصية هو أحد أنواع الفنون التشكيلية، مضيفة أن المعارض الثقافية في عادتها تجذب المهتمين بالثقافة بكافة أشكالها، لتساير لواقع من الأحداث التي أثرت مخيّلة الكاتب وتم نقلها بين دفتي كتاب، وهذا ما نجده في الفنون التشكيلية تماماً، موضحة أن الفنون التشكيلية قريبة من الإبداعات المقروءة والإصدارات الإبداعية، فكل الإبداعات عبارة عن صورة تتشكل في ذهن المبدع مكوّنة عملاً يلامس قلب الجمهور.